بعد معرفة خطط المدرب الألماني يورغن كلوب بنهاية الموسم، والتي تقضي بوضع استقالته وعيشه خارج أسوار النادي الأحمر، نبدأ رحلة توقعات الما بعد، التي تأتي تبعا للسنوات التي قضاها المدرب الألماني في التدريب إلى الآن ما بين الفترة ( 1987- 2024)، بالاضافة إلى التصريحات التي ألقاها خلال هذه المسيرة الحافلة التي أقل ما يناسبها الآن قول أحمد بن عطاء الله السكندري " هناك عظمة في أن نغادر المكان ونحن في قمة نجاحنا، إنه الفرق بين عامة الناس والرجال الإستثنائيين " . صرح المدرب الألماني الكبير يورغن كلوب بعد إعلانه عن مغادرته للريدز عند حلول نهاية الموسم، عن عدم رغبته في تدريب فريق إنجليزي بعد ليفربول، الشيء الذي يقطع حبل التوقعات تجاه طينة النوادي في البريميرليغ، و يعرضنا لمقاطع متساوية تخضع للتصريح الذي أوضح فيه بتكرار ملح عن أخذه لفترة طويلة ليعيد شغفه و طاقته تجاه المهنة، و هذا لن يكون ركنا هينا نضع عليه رأس الريشة، فالعودة بعد مرور وقت طويل لن تكون صامتة بالنسبة للمدرب المخضرم، الذي سيكون على دراية بأن عودته يجب أن تكون ساحقة و تحتاج ناديا عظيما يشبع نشوة المتابعين، و يعيش الإعلام على فتات منظومته، لهذا نستثني فرق الكالتشيو لأن الإعلام الإيطالي ليس الأعلى قبضا للأرواح، و نستثني البوندسليغا للسبب نفسه، بالإضافة إلى سبب آخر ألا و هو أن يورغن كلوب قام سابقا بتدريب الفريق الأصفر بوروسيا دورتموند بين الفترة (2008- 2015)، و نحن لا نفكر بأنه سيطعن في شرف فريق أحبته جماهيره بنشوة البدايات في النهايات، زد على ذلك أن مسلسل العودة من حيث أتيت يكون فكرة جيدة عند الخضوع للنهاية، و هذا نستبعده أيضا نسبة إلى سن يورغن كلوب الصغير في مقياس السير أليكس فيرجسون، الذي قام بتدريب الشياطين الحمر من 1986 إلى 2013، حيث اعتزل التدريب بعدها في سن 72 . و نظرا إلى كل هذه الأسباب المتوقعة الشبه منطقية نضع أمامنا بوابتين لناديين عريقين يشغلان الرأي العام و الإعلام… بعد النوم و عند الإستيقاظ، بوابة العملاق الكتالوني برشلونة و بوابة الملكي ريال مدريد. يورغن كلوب و ريال مدريد بدأت هذه الفكرة سنة 2013 بعد نجاح المدرب الألماني في إيصال فريقه بوروسيا دورتموند إلى نهائي دوري الأبطال، الذي توج به الملكي آنذاك بعد فوزه بنتيجه 3-1، حيث أعجبت الجماهير المدريدية بالأسلوب الذي لعب به الخصم، والذي اشتهر به المدرب الألماني كونه يمارس خطة الضغط العالي، ولكن رغم كل تلك اللهفة رفض في النهاية يورغن كلوب تدريب " الميرنغي"، حيث صرح في هذا الصدد: " ربما كانت جماهير ريال مدريد تطالب بالتعاقد مع مدرب ألماني مرة أخرى، ولكن على كل حال أنا لا أمتلك الوقت لتدريب ريال مدريد في الوقت الحالي، يبدو أن الجمهور وضع تركيزه على مبارياتنا أمام ريال مدريد في دوري الأبطال وأحب طريقة لعبنا، ولكن الأمور لن تسير دوما على ما يرام". و أعاد الزمن نفس السيناريو مرة أخرى سنة 2015 بعد وضع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان استقالته على طاولة الإدارة الملكية، ولكن باءت الأمور بالفشل للمرة الثانية بعد رفض قاطع آخر من المدرب الألماني. و رغم التجديد الحالي للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع إدارة ريال مدريد إلى غاية صيف 2026، إلا أن الشائعات مازالت تحوم حول الروخي بلانكوس لأسباب هي كالتالي: يورغن كلوب حرفيا و بدون قصد قام بصناعة فريق أحلامه في نادي ريال مدريد، بعد رغبته في ضم اللاعب فالفيردي و لكن هذا الأخير جدد عقده مع الميرنغي، بالإضافة إلى تشواميني و كامافينغا، زد على ذلك آخر العنقود جود بيلينغهام، الذي أطلعت بعض التقارير الصحفية في تلك الفترة حديث المدير الفني يورغن كلوب مع إدارة الريدز حيث عبر عن رغبته الشديدة في ضم لاعب الوسط الإنجليزي إلى صفوف ليفربول. يورغن كلوب و برشلونة من أجل إعادة الأمجاد (mes que un club ) فور إعلان تشافي هيرنانديز رحيله عن قيادة برشلونة بعد نهاية مباراته أمام فياريال، و التي انتهت بخسارة مهينة بخمسة أهداف للغواصات الصفراء مقابل ثلاثة لبرشلونة، بدأ الحديث عن عدة أسماء لخلافته، وجاء الألماني يورغن كلوب في مقدمة هذه الأسماء. وفقا لما ذكره "راديو كتالونيا"، فإن اسم الألماني يورغن كلوب هو الأكثر تداولا لخلافة تشافي، في أذهان الأشخاص الذين يتعين عليهم اتخاذ القرار في برشلونة خصوصا مع تزامن الإثنين في فترة نهاية تدريبهما في نهاية الموسم. و لنعد إلى الفترة التي أقال فيها الفريق الكتالوني المدرب الهولندي كومان و تحديدا في الفترة التي بدأت فيها الإنتخابات الرئاسية بعد الإطاحة بالرئيس السابق بارتوميو، من هناك بدأت حكاية الإرتباط الذي لم يكمل طريقه، حيث كشفت صحيفة "سبورت" الإسبانية آنذاك أن جوردي فاري الذي كان يرغب في خوض انتخابات رئاسة برشلونة اتصل بوكلاء كلوب، لمعرفة احتمالات أن يكون ورقته الرابحة في الانتخابات، و لكن كان الرد هو الرفض الخجول. كلوب كان هو المفضل لدى فاري، وكان مصرًا على أنه سوف يبذل كل جهوده ليتولى القيادة الفنية في برشلونة بدلًا من كومان، و لكن حائطا قويا صد رغبات المترشح في النهاية، حيث حصل جوردي فاري على 2082 صوتًا في الانتخابات الرئاسية للفريق، الشيء الذي أخرجه تماما من السباق. ومع خروج فاري، اختفى حلم التعاقد مع يورجن كلوب، والذي ربما كان سيجعل الوضع مختلفًا تمامًا في برشلونة. فهل للقصة بقية..؟ ياسمين اليونسي