توالت الخيبات و الإخفاقات على المنتخب المغربي في بطولة كأس الأمم الإفريقية في نسختها ال:34، و التي حرفيا لم يقدم فيها أسود الأطلس شيئا سوى التأكيد على تجلي الصراعات النفسية و الضغوطات الخارجية ، التي كان يحاول الناخب الوطني وليد الركراكي رفعها من على اللاعبين طوال مشوارهم بالبطولة، بالإضافة إلى تداعيات نتائج كأس العالم على اللاعبين، رغم تأكيد المدرب المغربي في أكثر من مؤتمر صحفي قبل و بعد المباريات أن هذه البطولة تحتاج إلى عدم التجبر و رؤية الذات على المنتخبات الأخرى لأن النتائج ستكون وخيمة، كمثال تهكم اللاعب عز الدين أوناحي على المنتخب المصري بالإحتفالية الساخرة، و هذا يذكرنا تماما بما حصل مع منتخب السيليساو على مستوى بطولة كأس العالم قطر 2022 عندما أردى تركيزهم حليفا لرقصة السامبا أو ما أسموه آنذاك ب " رقصة الحمام" . وكان أسود الأطلس (13 عالميا) على فرصة كبيرة لتحقيق التأهل لدور الربع، بحكم أنهم يلاقون منتخبا يحتل المركز 66 عالميا، لم يتأهل لآخر نسخة من أمم أفريقيا، تتكون تشكيلته الأساسية في ثماني لاعبين من النادي المحلي ماميلودي صن داونز، ولا يتوفر على أيّ نجوم في الكرة العالمية، وأشهر لاعب محترف في المنتخب هو بيرسي تاو، المحترف في الأهلي المصري، إذن ما هي أسباب تخلف المنتخب المغربي عن الوعد المدفون منذ 1976؟ اختيارات مثيرة للجدل للمدرب وليد الركراكي أشرك وليد الركراكي، مدرب المغرب، لاعب بايرن ميونخ، نصير مزراوي، في التشكيل الأساسي للأسود أمام جنوب أفريقيا مباشرة بعد استكماله لفترة التعافي التي بدأها قبل شهر ونصف، بعد إصابة بالكاحل، حيث كان من الممكن إدخال محمد الشيبي الذي قدم مردودا ممتازا في دور المجموعات، أو الإعتماد على يحيى عطية الله الذي كان سيضيف لمسة جيدة. زد على ذلك الثقة الزائدة في اللاعب رومان سايس الذي كان يشكل عاملا مشتركا للأهداف المسجلة على مرمى ياسين بونو، إما عن طريق تأخر في التغطية أو بطء الحركة. الإصابات : غياب سفيان بوفال و حكيم زياش كان يمثل القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث كان هذان الإثنان يشكلان القوة الأكبر لأطراف المنتخب المغربي ، المثلث الأول كان مكون من أوناحي وحكيمي و زياش ، وبغياب زياش فأنت افتقدت لعنصر الصناعة playmaking علي الطرف الأيمن. المثلث الاخر مكون من مزراوي وبوفال واملاح ، الاول وهو مزراوي الذي قلنا عنه سابقا عائد من الإصابة و في الأساس لم يكن يلعب في مركزه . الثاني وهو سليم أملاح خارج الفورمة تماما منذ بداية البطولة ، والثالث بوفال الذي تعرض للإصابة فانتهت تماما الجبهة اليسرى وتم دفنها. عدم وجود مهاجم قوي : ليس من الطبيعي أن تمتلك مهاجما يلعب على الرأسيات فقط، يعيش على الكرات الطويلة و العرضيات، و يمتلك مشاكل في الإستلام أو ال first touch ، ومن كل 5 محاولات link up مع الجناح أو لاعب الوسط ينجح في واحدة ويفشل في الباقي. إضاعة الفرص : المغرب هو ثاني أكثر منتخب إضاعة للفرص المحققة ب 9 فرص بعد نيجيريا ب 12 فرصة ، المغرب افتقد لأهم ميزة في المونديال وهي التسجيل من أقل فرص ممكنة العامل البدني : جميع منتخبات شمال افريقيا العرب تم اقصاؤها، والعامل المشترك هو ضعف اللياقة البدنية ، بكل تأكيد عامل الرطوبة وعدم اعتياد اللاعبين على مثل تلك الأجواء كان سببا مباشرا. و لكن مدرب بخبرة و نجاعة وليد الركراكي كان يعلم جيدا بهذا الأمر و كان يعلم أيضا حدة اللاعبين الأفارقة، لذلك كان يجب عليه أن يرسي تدريباته القبلية على هذه الأمور التي ستقف حاجزا أمام التمثيل العربي الأخير بالبطولة الإفريقية . ياسمين اليونسي