استنفر نفوق ثلاثة حيتان في السواحل المغربية، في كل من بوجدور والداخلة وشاطئ "الشليحات" بالقنيطرة، خبراء المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري. ويعكف المتخصصون بالمعهد المذكور على إيجاد الأسباب العلمية لهاته الحوادث، فيما كانت النتائج الأولية لحالة الحوت الذي نفق في شاطئ "الشليحات" بالقنيطرة متعلقة باحتمال وجود مرض ما، يتم حاليا التدقيق في نوعيته. وكان المعهد نفسه قد تلقى ثلاثة تبليغات من السلطات بوجود نفوق لدى الحيتان خلال الأسابيع الماضية، وهو ما جعل عددا من الخبراء يتنقلون لمعاينة هذه الحالات من أجل القيام بالاختبارات اللازمة. وحسب ما أوردته إيمان الطائي، الباحثة في المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، فإن "الملاحظات الأولية التي تمت معاينتها في الميدان في حالة الحوت الذي نفق في شاطئ "الشليحات" تظهر وجوده في حالة صحية ضعيفة، خاصة على مستوى الجلد، وهوما يؤشر على إمكانية تسبب مرض ما في نفوقه". وأشارت الطائي إلى أن "الملاحظات الأولية التي تم رصدها في حالة شاطئ "الشليحات" بالقنيطرة تظهر أن الحوت الذي نفق ضعيف للغاية في بنيته الجسمية، كما توجد على جلدته العديد من الطفيليات الخارجية التي لا تتحرك بالشكل المطلوب حتى تلتصق به، ما يعني أنها كانت مصابة بمرض ما". وأبرزت الباحثة أن "هذا الأمر استدعى من المعهد طلب حضور مختصين في التشريح المرضي، ودكتورة بيطرية، من أجل الإشراف على عملية جراحية سيتم إجراؤها بمعية خبراء أجانب". وبخصوص حالة الحوت الذي نفق في الداخلة، فقد كشفت الطائي "أن المعاينة تظهر وجود شبكة صيد قد تكون السبب في وفاته، أو ربما وفاته كانت قبل التصاق جثته بهاته الشبكة"، مشددة على أن "التحريات مستمرة، والتقرير النهائي سيكشف الأسباب الحقيقية لموته". وشددت الباحثة المكلفة بتنسيق شبكة تتبع نفوق الأنواع البحرية على طول الساحل المغربي على أن "حالات نفوق الحيتان هي مسألة طبيعية وعادية"، كاشفة بأن "عدد نفوق الحيتان بالمغرب يتراوح بين 120 إلى 170 حالة كل سنة على طول سواحل المملكة". وأوضحت الباحثة المعنية أن "نفوق الحيوان بالبحر بشكل عام ناجم عن خروجه عن وسطه البيئي وموته، وهو ما يمكن أن يكون في الغرق تحت الماء أو الانجراف بفعل التيارات المائية إلى الشاطئ الرملي". وخلصت المتحدثة ذاتها إلى أن "هنالك حالات نفوق كثيرة بالسواحل المغربية للحوت الكبير مؤخرا"، مضيفة أن "المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري يحاول حاليا البحث عن الأسباب الحقيقية، حيث سيتم قريبا الإعلان عن النتائج العلمية الأخيرة".