اذا كان غاية المشرع من تنظيم الانتخابات المهنية للمحامين كل ثلات سنوات هو لا ستمرارية عمل المؤسسات المهنية وأداء دورها ،فإن غاية المحامون يجب أن يتجاوز هذا الهدف الى التفكير والتنظير لمستقبل مهنتهم في ظل اكراهات ذاتية ، وموضوعية. فهل هم مستعدون لذلك ؟ وكثيرة هي الأسباب التي تلزم المنتسبين إلى مهنة المحاماة إلى العمل على وضع تصورات خاصة لما يجب أن تكون عليه مهنتهم ومن منظورهم باعتماد الإرث التاريخي والعرفي الذي راكمته مهنة المحاماة عبر تاريخها الطويل. واذاكان التغيير الاقتصادي والتكنولوجي من بين اسباب عديدة ،فإن الإقبال المتزايد للملتحقين بالمهنة، و ضعف وتآكل دور المؤسسات المهنية في أداء دورها المعهود، يفرض أن تكون هناك وقفة هادئة وتأملية خاصة من المحامين الذين راكموا خبرات وتجارب مهنية ويحملون الهم المهني لكي يؤسسوا لمشروع مهني متكامل يدخل في حسابه التغييرات الطارئة واللاحقة منها لإضافة لبنات جديدة ومقبولة، وتقوية الأسس التي قامت عليها مهنة المحاماة . وإن من شان وضع رؤية مستقبلية لمهنة المحاماة أن يخفف وطأة التشريعات الجديدة على المهنة ولكي لا يحصل تعارض بين الاسس والمبادئ التي تقوم عليها المهنة وما يقتضي الواقع الجديد من إدخال مواد قانونية جديدة وبالتالي، عدم افراغ مهنة المحاماةمن محتواها و الحفاظ على استمراريتها ليس كمهنة فقط ولكن كرسالة . ان حدث الانتخابات المهنية لدى المحامين لا ينبغي أن ينظر اليه بشكل منفرد ولتحقيق غاية أو كحدث عادي الهدف منه هو ملأ الفراغ ،ولكن وجب الاهتمام به وبشكل جماعي على أنه محطة تاريخية يطرح فيه المحامون السؤال على أنفسهم، أين نحن والى اين نحن ذاهبين ؟ فهل يطرح السؤال ممن يهمه الامر بالجدية اللازمة ؟ام إن مستقبل مهنة المحاماة يرسم في مكان مغلق ،وما على من ينتسب للمهنة سوى الامثتال والاكتفاء بأكل ما يطبخ له هناك؟ الاستاذ اليزيد كونكا.