أعرب مجموعة من الآباء وأولياء أمور التلاميذ عن مخاوفهم من عودة سيناريو التعليم عن بعد، في ظل الإضرابات التي يخوضها رجال ونساء التعليم منذ ال5 من شهر أكتوبر الماضي. وتجددت مخاوف العديد من الأسر بهذا الشأن بعد إعلان وزارة التربية الوطنية عن إطلاق المنصة الوطنية الخاصة بالدعم التربوي الرقمي عن بعد "TelmidTICE"، والتطبيق الجوال المرتبط بها، ووضعهما رهن إشارة التلميذات والتلاميذ بشكل مجاني. وحسب العديد من المتتبعين للشأن التربوي، فإن مبادرة الوزارة قد تكون مقدمة لاعتماد نمط التعليم عن بعد رسميا طيلة العام الدراسي الجاري، تفاديا لسنة بيضاء وتحسبا لتواصل "البلوكاج" وعدم تفاهم الحكومة مع ممثلي رجال و نساء التعليم. في هذا السياق، أكد العديد من الآباء وأولياء الأمور أن فكرة التعليم عن بعد، في حال عمدت الوزارة إلى تبنيها، لن تحل مشكل ضياع الزمن المدرسي لأبنائهم لعدة اعتبارات، من أبرزها ضعف الإمكانيات لدى العديد من الأسر، وعدم كفاية البرامج والمواد التي توفرها الوزارة، عبر منصاتها. وتوقف هؤلاء عند عوامل أخرى تبرر رفضهم عودة التعليم عن بعد، منها صعوبة التحكم في الأبناء داخل المنزل، وضرورة متابعتهم عن كثب طيلة الوقت لإجبارهم على الانتباه ومتابعة الدروس بشكل جدي. وتجدر الإشارة إلى أن إطلاق منصة "TelmidTICE" الخاصة بالدعم التربوي الرقمي عن بعد، يأتي، حسب وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في سياق مواصلة توظيف التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، وخاصة ما يتعلق بالدعم التربوي الموجه لمعالجة التعثرات الدراسية في حينها، وتعزيز التعلمات الأساس والكفايات اللازمة. وأفادت الوزارة، في بيان لها، بأن هذه المنصة تتميز بسلاسة وسهولة التسجيل وتصفح محتوياتها، حيث تتضمن فهرسة ذكية تسهل على المتعلمات والمتعلمين الحصول على المعارف والكفايات التعلمية المراد اكتسابها، فضلا عن اتسامها بخاصيتي التقاسم والتحديث المستمر لكل مادة دراسية، مما يتيح لكل مستخدميها تقاسم المستجدات والدروس المتوفرة وفق المنهاج الدراسي الوطني. وتشمل المحتويات، وفقا للبيان، وسائل رقمية تتمثل في دروس تعليمية مصورة، وتمارين تفاعلية، وامتحانات تجريبية إشهادية تتوافق مع المنهاج الدراسي الوطني، حيث تضم ما يقارب 12.500 مورد رقمي منها حوالى 11.000 درسا تعليميا، وما يقارب 1.000 من التمارين، وأكثر من 500 نموذجا من الامتحانات الإشهادية.