يعد الفنان المرحوم الرايس مبارك ايسار من الأسماء البارزة واللامعة في فن ترويسا ،فقد نحث اسمه في صخور مسارها وسجل اسمه في صفحاتها بفعل اجتهاده وقوة حضوره لقرابة اربعة عقود ، فمبارك ايسار الذي بدأ مساره في نهاية الستينيات وسيبرز نجمه خلال سبعينيات القرن الماضي وسط كوكبة من طفاحلة فن ترويسا . ولست هنا بصدد تناول حياته الفنية الثرية انتاجا وتوجت بروائع ستبقى شامخة في ريبيرطوار الاغنية الامازيغية على مر الازمان . ولكن قصدي ان اسجل ملاحظة ابرز فيها دوره الفعال في تطوير (الكورال) . لقد شكل الكورال ثابتا من توابث الاداء في ترويسا مند امد بعيد وتنقل لنا التسجيلات الاولى في مجال ترويسا ملازمة الكورال للاغنية اذ يتردد معها الى النهاية ،الا ان الملاحظة الطاغية في الكورال كونه جملة تتردد إما بأصوات نسائية أو ذكورية على مدار الأغنية طويلة كانت من قصيرة . ويبرز دور أيسار في تنويع الجملة الغنائية أحيانا وبتردد تناوبي بين الصوت النسوي أو الصوت الذكوري وأحيانا تلازمها جملة غنائية من أداء الفنان أيسار تناوبا مع الكورال الشيء الذي يعطي العمل بعدا جماليا ويضفي حيوية على الأداء بعيدا عن الرتابة المملة التي تلازم الاغنية في أدائها التقليدي من بدايتها الى نهايتها ،إضافة الى أن توظيف الكورال من قبل الفنان أيسار يشعر المتلقي في جل أغانيه بسعيه الحثيث نحو التأسيس لقواعد جديدة في فن الاداء واعطاء الكورال مكانة تقطع مع التقليد الموروث واعتباره عنصرا اساسيا يسهم في كمالية وجمالية العمل الفني وليس عنصرا طارئ املته قواعد الاداء في صوره التقليدية . =======بقلم :ذ محمد ايت بن علي =======