وصل موضوع انتشار الجراد بوادي درعة بإقليم طاطا، وببعض الحقول في البروج بإقليم سطات، إلى البرلمان، حيث وجهت النائبة البرلمانية نادية التهامي عن فريق التقدم والاشتراكية (معارضة) بمجلس النواب، سؤالا في الموضوع لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي. في هذا السياق، ذكَّرت النائبة البرلمانية بما تداولته بعض فعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام حول ظهور أسراب الجراد في بعض المناطق الفلاحية بالمغرب، خاصة في وادي درعة بإقليم طاطا، وببعض الحقول في البروج بإقليم سطات. وفي سياق متصل، استحضرت تهامي التنبيهات التي أطلقها مجموعة من الخبراء بغاية استباق تفاقم المشكلة، خاصة في ظل استنجاد الفلاحين المتضررين بمصالح وزارة الفلاحة قصد التدخل الناجع والسريع قبل أن يستفحل الموضوع، خصوصا على مستوى الأحواض المعروفة بكونها خزانا غذائيا للمملكة، كما هو الشأن بالنسبة لحوض سوس على سبيل المثال. واعتبرت ذات المتحدثة أن معالجة انتشار الجراد ببعض المناطق من جهة، والوقاية من زحفه إلى مناطق أخرى واستباق ذلك بإجراءات ناجعة من جهة ثانية، يكتسيان أهمية بالغة، بالنسبة للفلاح، كما بالنسبة للأمن الغذائي الوطني. وتبعا لذلك، تساءلت نادية التهامي عن الإجراءات المستعجلة والفعالة التي سوف تتخذها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات من أجل استباق تفشي الجراد ووقف زحفه، حماية للفلاح، وللزراعات والأشجار المثمرة التي تعاني أصلا من الجفاف. وتجدر الإشارة إلى أن السلطات المختصة كانت شرعت، منذ يوم الخميس الماضي، في الاستعانة بطائرات الرش للقضاء على أسراب الجراد، بنفوذ جماعة فم الحصن بإقليم طاطا، حيث تمت تعبئة طائرتين من طرف المكتب الوطني لمكافحة الجراد بآيت ملول، نظرا لشساعة المساحات المتضررة ووعورة التضاريس. ودعت السلطات المحلية في إعلان موجه إلى الفلاحين والكسابة ومربي الماشية والنحل وكذا الرحل بوادي درعة، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة درءا لكل خطر محتمل، عبر إخلاء الأماكن المعنية بالرش بالمبيدات تزامنا مع التدخل الجوي لمحاربة الجراد الصحراوي. وقد شهدت عدد من الجماعات الترابية التابعة لإقليم طاطا بالجنوب الشرقي للمملكة، موجة تنقلات لأسراب كثيفة من الجراد، بعد أن تقاطرت أعداد كثيرة قادمة من الصحراء، ما أثار موجة خوف لدى قاطني هذه الجماعات الترابية الذين أطلقوا نداء استغاثة لتنبيه السلطات الإقليمية إلى ضرورة التدخل المستعجل.