يسود غضب عارم فرنسا، كما أغرقت الشوارع بالغاز المسيل للدموع في معارك عنيفة لإسقاط نظام التقاعد. فلليوم العاشر على التوالي، تتواصل الإحتجاجات التي تنظمها النقابات الفرنسية ضد قانون رفع سن التقاعد، واتسعت رقعة الاحتجاجات لتعم العديد من المدن الفرنسية وعلى رأسها العاصمة باريس.
في هذا السياق، تواصلت الإضرابات لتشمل قطاع السياحة، إذ أُغلقت رموز باريس السياحية مثل قصر فرساي وبرج إيفل أمام السياح. كما نظمت النقابات إضرابات شملت القطاعات العمالية والتعليمية كافة. في هذا الإطار، حذر زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري جان لوك ميلنشون الرئيس إيمانويل ماكرون من أن الغضب يتصاعد، وقال إن عليه أن يستمع للجماهير. وشدد خلال مشاركته في مظاهرات أمس الثلاثاء على أن رفع سن التقاعد ليس له شرعية برلمانية، وأن المظاهرات ستتواصل حتى تتراجع الحكومة عن قرارها. في المقابل، دعت الحكومة الفرنسية الأحزاب والقوى السياسية إلى إدانة العنف. وأكد بيان للحكومة الفرنسية أن فرنسا ستبقى حصنا ضد ما وصفه بالعنف والمجموعات المتطرفة العنيفة. وقد شهد اليوم العاشر من المظاهرات ضدّ إصلاح النظام التقاعدي في فرنسا صدامات بين الشرطة ومئات المحتجّين، في ظلّ تصاعد التوتر في البلاد مع وصول الحوار بين حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون والنقابات إلى طريق مسدود. ففي باريس، تدخلت قوات الأمن لتفريق مجموعة من المتظاهرين بعد أن اقتحموا متجر بقالة وأضرموا النار في حاوية قمامة قبيل وصول المسيرة الاحتجاجية الرئيسية إلى ساحة "الوطن"، كما تم اعتقال 22 شخصا خلال الحادث، وفق مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.