( خلال تولّيه مقاليد الحكم احترم الرّاحل شرعيّة المغرب في صحرائه؛ ولم يرغب أبداً في الإعتراف أو دعم أوتقسيم أو تجزئ بلدي) هي آخر فقرة مما جاء في برقية تعزية جلالة الملك محمد السادس إلى ارملة الفقيد نيلسون مانديلا.. وإذ نعتمدها اليوم كوثيقة تؤرّخ الموقف التاريخي لهذا الزعيم اتجاه وحدتنا الترابية فلإبراز حجم الإساءة والتلطيخ الذي تعرّض له هذا الزعيم والمتاجرة باسمه ومسيرته النضالية من طرف حفيده المسمّى (شيف زوليفوليل) من خلال تصريحاته العدائية اتجاه بلدنا لحظة افتتاح بطولة الشان بالجزائر إرضاءً لعصابة النظام هناك وإساءة لنفسه كتاجر خسّيس لتاريخ ونضالات جدّه.. وقلّة احترام وتقدير للمملكة المغربية التي قدّمت كل الدعم والمساندة للحركة التحريرية بقيادة مانديلا حتّى قبل أن تستقلّ الجزائر.. ويكفي العودة إلى مضامين نفس البرقية لملامسة هذه الحقائق. ( إن الفقيد قد ربط علاقة خاصّة جدّاً مع بلدي الذي ساند منذ بداية كفاحه ضد نظام الأبارتيد ؛ وأقام الراحل فترات طويلة مطلع الستينيات حيث حظي خلاله بدعم سياسي وماديّ رائد لنضاله..) هناك كان جدّك قبل أن تولد أيها الحفيد التاجر.. وهو التاريخ الذي يرعب أولئك الذين استغلوا نسبك للإساءة لمن آوى جدّك بتزامن مع ما يسمى مجموعة وجدة كهواري بومدين وبوتفليقة وووو بل أكثر من كل هذا وكما جاء في البرقية أيضاً ( بعدما عانق الحرية حرص الفقيد في نونبر 1994 على زيارة المملكة كأول بلد للتعبير عن إمتنانه لتضامنها اللامشروط مع نضالات شعب ج أفريقيا وقلده والدنا المغفور له الحسن الثاني أعلى وسام للمملكة) مذكراً بزيارته الأخيرة للمغرب سنة 2005.. هي صفحات من تاريخ هذه العلاقة النضالية بين الزعيم وبلادنا تجعل من تصريحك المؤدى عنه طبعا فقعات صابون خصوصا ولأنّها جاءت متأخرة جدّاً... جدّاً… وخارج الوقت القانوني لتبقى وصمة عار في جبين نكرة لم يجد ما يتاجربه غير اسم مانديلا.. بدليل أنك لم تصرح قط خلال مسارك السياسي كنائب برلماني بهذا الموقف العدائية الا حين وصلت إلى الجزائر.. حتّى ان مقالك الأخير بموقع "أوريان 21" (Orie) الفرنسي تؤكد فيه أن جد ك نيلسون مانديلا كان يقول "تحررنا لن يكتمل ما دامت فلسطين لم تتحرر". مالذي تغير بين عشية وضحاها لولا سقوطك امام إغراءات العصابة وضغوطاتها من أجل انتزاع هذا التصريح العدائي وسط محفل رياضي قاري.. وأنت أيها الغبي لم تنتبه إلى الاستغلال البشع لرمزية مانديلا ولعائلته من طرف عصابة لم تحصد الا الفشل طيلة ربع قرن وأكثر في هذا النزاع المفتعل بأقاليمنا الجنوبية.. لم تفطن أيها التاجر الغبي إلى فشل دولة في وبكل إمكانياتها الفلكية إلى زعزعتنا كأصحاب أرض وحق وفي كل الميادين السياسية والدبلوماسية والتنموية وحتى ميدان الرياضة درجة انهم وصلوا لحظة يأس قاتل دفعهم كأي انتهازي ووصولي يستغل رموز دول أخرى لتبييض تاريخه وشرعية نظامه بتسمية ملعب باسم مانديلا.. وكأن بلد المليون شهيد تفتقر إلى من يستحق هذا الشريف.. هي العصابة بقدر ما يرعبها تاريخنا ومواقفنا بقدر ما تحاول أن تسرق تاريخ الآخرين مثل هذه السرقة الموصوفة لاسم مانديلا الذي لا تربطه أية علاقة بالجزائر الا زيارة خاطفة وعبر وساطة الوفد المغربي وتحت إشرافه.. وقد يكون الأمر طبيعيا أن تسمى إحدى المعالم بجنوب إفريقيا باسم المغرب أو أحد ملوكه وفاءاً لمواقفه اتجاه نضالات التحريرية لشعبه.. والعكس غير سليم.. هو الفرق بين نظام بيد العصابة وبين اقدم مملكة وامبراطورية بصمت التاريخ بمواقف حضارية إنسانية وبطولات وانتصارات راسخة وتجربة دبلوماسية متراكمة ومتميزة بالتفكير الهادئ والضرب بقوة وعزّة نفس.. هذا الفرق هذا يتطلب جيلا آخر من السياسيين بالجزائر اليوم لكي يمكن استيعابه؛ وليس أي أحد من الذين تجاوزت أعمارهم القدرة على تبني رؤى استراتيجية جديدة لصالح المنطقة المغاربية وبالكاد باتوا ينتظرون عد أيامهم الأخيرة. فجيل الرئيس عبدالمجيد تبون وسعيد شنقريحة وأسلافهما المباشرين، بالكاد يعرف كيف يرتكب الأخطاء، لأنه يتخذ قراراته بدوافع الغريزة والغضب لا التفكير والمنطق الدبلوماسي.. وهم في هذه الحالة كلاعبي لعبة الرند اللعبة المفضّلة عند أغلبية المتقاعدين والعجزة.. لكن هي لعبة تنتج الكثير من الضجيج والصراخ للمحيطين بطاولة اللعبة واللاعبين كحالة بلد الكبرانات وجمهوره المعين بدقة داخل المدرجات لحظة افتتاح بطولة الشان وقدارة الشعارات السيئة لبلدنا تحت مسامع رئيس بقبّعة وصفة رئيس القمة العربية أيضاً طبعا لا يملكون إلا الصراخ أمام الفخ الرياضي المحبوك بقوة القانون والصورة لإشهاد العالم على أن دولة الجزائر لم تتحرر بعد من ازلام العصابة.. نعم حين فكرنا فيكم خصّصنا شخصا واحداً كي يسقط ورقة التوت عن عورتكم أمام العالم بتقنية لاعب الشطرنج.. وهي لعبة الملوك كما توصف.. هنا حشرت انفك أيها الحفيد التاجر مع عصابة النيف الفارغ المرفوع إلى السماء... ناسين ان العالم لا يشاهد هذه اللحظة إلاّ وساخة وقدارة ثيابهم الداخلية. رحم الله الفقيد نيلسون مانديلا فقد قيل بأن النار ماتخلف إلا الرّماد.. أما الصحراء المغربية فقد خلّفناها جنة ومزاراً للناظرين ولا عزاء للحاقدين يوسف غريب كاتب إعلاميّ