أعلنت الصين، مؤخرا، عن رصدها متحورا جديدا لعدوى كوفيد-19، وهو "ب ف.7 أوميكرون" ( BF.7 Omicron)، الذي أطلق عليه لقب متحور "يوم القيامة"، بفعل تسببه في إصابة 250 مليون شخص بفيروس كورونا خلال أول 20 يوم من شهر دجنبر 2022. وحسب ما أورده مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن حوالي 18% من سكان الصين قد أصيبوا بالعدوى، مشيرا إلى أن فوضى انتقال المرض منتشرة بكثرة في البلاد، مع امتلاء المستشفيات بالمرضى. وأثار هذا الوضع قلق العديد من الهيئات والمؤسسات الصحية عبر العالم، وسط مخاوف من العودة إلى نقطة الصفر في مواجهة الوباء، في حين سارعت بعض الدول إلى منع الوافدين من الصين من دخول أراضيها. لماذا سمي بمتحور "يوم القيامة" ؟ ترجع تسمية متحور "ب ف.7 أوميكرون" بمتحور "يوم القيامة" نظرا للقفزة الكبيرة التي أحدثها في المعدل اليومي للإصابة بفيروس كورونا في الصين. ويتميز هذا المتحور، حسب ما أعلنت الصين، بانتشاره الواسع والسريع وقدرته الفائقة على نشر العدوى بين الأفراد، حتى الذين تلقوا جرعات لقاح كوفيد-19، إلا أنه لا يشكل أي خطورة من ناحية الأعراض والمضاعفات والوفاة. ما هي أسباب ظهور متحور "يوم القيامة" ؟ كشف البروفيسور مارتن ماكي، خبير الصحة العامة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أن "استسلام الصين هو السبب في استمرار ظهور سلالات ومتحورات جديدة من فيروس كورونا المستجد". وأضاف البروفيسور أن "الصين حافظت على معدل وفيات منخفض، لكنها لم تستطع رفع معدلات التطعيم، وهو سبب مباشر في ظهور المتحورات وانتشارها في صفوف الأفراد، خاصة الفئات ضعيفة المناعة مثل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة". هل سينتهي فيروس كورونا ؟ أكد الدكتور أمجد الحداد، الخبير الاستشاري في أمراض الحساسية والمناعة، أن فيروس كورونا لم ينته بعد كما يعتقد البعض، مشيرا إلى أن أكبر دليل على ذلك هو ظهور متحور "يوم القيامة" في الصين. وأوضح ذات المتحدث أن "خطر متحورات كورونا سيبقى معنا دائما، وليس من المتوقع أن يتم القضاء عليه تماما، نتيجة ضعف معدلات التطعيم في الكثير من دول العالم، كما تعد السيطرة على انتقال العدوى عبر الكرة الأرضية أمرا شاقا". وأضاف الحداد أنه : "لا يمكن إنكار أن فيروس كورونا بعد كل تحور يتطور ليصبح أكثر قدرة على الانتشار ونقل العدوى، لكنه يكون أقل حدة وخطورة من ذي قبل". واستشهد خبير المناعة بمتحور كورونا الجديد في الصين، قائلا أنه : "على الرغم من زيادة عدد المصابين به بين المواطنين، إلا أن نسبة الوفيات الناجمة عنه قليلة ومحدودة". أهمية اللقاحات والإجراءات الاحترازية توقف الدكتور الحداد عند أهمية إدراج لقاحات كورونا في قائمة التطعيمات الموسمية بمختلف بلدان العالم، قصد تجديد مناعة الجسم ضد عدوى كوفيد-19، مما يقلل من معدلات الإصابة بالفيروس ومتحوراته. وحذر ذات الخبير من التهاون في الحصول على الجرعة التنشيطية للقاحات كورونا، لأن "ارتفاع عدد الأشخاص غير الخاضعين للقاح سيرفع من معدلات الإصابة بالفيروس مرة أخرى، وهذا سيساعده على التحور لطفرات جديدة'. وشدد المتحدث نفسه على "ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ومنها غسل اليدين باستمرار وتعقيمها، والحرص على ارتداء الكمامات الواقية، خاصة في الأماكن المغلقة أو التي تنعدم فيها التهوية".