أكادير24 | Agadir24 بداية أشير إلى أنني آثرتُ استعمال نفس العنوان الذي اختاره الأستاذ الفاضل يوسف غريب، لرسالته المفتوحة للسيد رئيس المجلس الجماعي لأكادير، والمنشورة في موقع أكادير24 بتاريخ 03 نونبر 2022. والقصد من استعمال نفس العنوان هو من جهة أن أوجه تحياتي للسيد يوسف غريب بطريقتي الخاصة، لغيرته الكبيرة على مدينة أكادير، ولنضاله المستميت من أجل إعادة إحياء هذه الذاكرة التي بدأ يطالها النسيان وسط قرارات سِمتها الأساسية التجاهل، وكأن مدينة الانبعاث لا تاريخ لها يستحق تثمين ذاكرته. ومن جهة أخرى لأتضامن معه في هذا المطلب المشروع والمستعجل من أجل إنقاذ ما تبقى من ذاكرة أكادير وعلى رأسها ساحة الباشا، كما جاء في رسالة السيد يوسف غريب. السيدي رئيس المجلس الجماعي لأكادير قبل الزلزال، كان حي تلبرجت يحتضن بين جناحيه ساحة الباشا التي تُعتبر القلب الحيوي والترفيهي للمدينة. فهي ساحة كانت فيها محطة للحافلات وسيارات الأجرة، مما جعلها تستقبل كل فنون الحلقة التي كانت تؤثت القطاع الثقافي والفني في المدينة من قبيل فن الروايس وأحواش إلى جانب حلقات الحكي الشفوي. في الجانب الآخر من الساحة كان هناك فندق SELECT وفي أسفله مقهى "لاروايال"، وبجانبه الفندق الكبير وتحته مقهى LA BOULE DE NEIGE المطلة في واجهتها الأخرى على زنقة القصارية، وهي الزنقة التي تؤدي إلى مسجد تلبرجت الذي كان يؤم المصلين فيه سيدي الحسن بن احمد طه وهو من ضحايا الزلزال في منزله ببناية أموكاي في ساحة الباشا. سيدي الرئيس هذا غيض من فيض ذاكرة مدينة أراد لها الزلزال اغتيال كل معالمها وما تختزله من تاريخ وتراث لا مادي. لكن الغيورين على هذه المدينة يناشدون صوت الحكمة وحس التعقل لدى كل من يملك جزءا من القرار، وذلك من أجل مواجهة دمار الزلزال بالتفاتات مسؤولة أمام التاريخ من أجل إحياء مدينة حكمت عليها الأقدار بالخراب، لتكون حقيقة مدينة الانبعاث كما أراد لها ذلك المغفور له الملك محمد الخامس. لن أستمر في سرد باقي معالم ذاكرة مدينة أكادير من قبيل ساحة التجارة وشارع باكي وشارع لوبيتال وحي فونتي إضافة إلى أيقونة أكادير مقهى ومطعم LA RESERVE الذي بُني بهندسة معمارية فريدة في ذلك الوقت، حيث كان على شكل صحن يقف على ثلاثة أعمدة بجانب الشاطئ…. سيدي الرئيس لن أستمر في سرد ذاكرة مدينة تسكن عقولنا قبل قلوبنا، وإنما أناشدكم بالإهتمام بقصبة أكادير أوفلا وما ترمز له من مكان يربط ماضي المدينة بحاضرها، كما أننا نطمح في تدعيم البعد السياحي للمدينة بتثمين ذاكرة القصبة ليمتع الزائر برحلتين وهو في نفس المدينة: رحلة لزيارة أكادير والاستمتاع بشواطئها وجوها الدافئ، ورحلة عبر الزمان باستكشاف ذاكرة المدينة وتكون البداية من قصبة أكادير أوفلا. في هذه القصبة كانت توجد مقهى مَزُّورْ، وتقول ذاكرة المدينة إنها مقهى كانت تعكس الطراز المغربي الأصيل سواء في البناء أو الأثات أو المشروبات والحلويات المغربية. خلال زيارتي لمدينة الدارالبيضاء، توقفت في مطعم الصقالة بعد أن عرفتُ أنه يقدم كل ما هو مغربي فقط. بعد هذه التجربة، قرأتُ رسالة الأستاذ يوسف غريب، فقلت مع نفسي لماذا لا يتم إحياء مقهى مَزُّورْ من جديد في قصبة أكادير أوفلا على شكله القديم قبل الزلزال، وتقديم وجبات مغربية كما نجح في ذلك مطعم الصقالة بالعاصمة الاقتصادية. بهذا نكون قدمنا خدمة جليلة لذاكرة المدينة، وساهمنا في تطوير السياحة بربط الماضي بالحاضر وهو ما سيخدم أيما خدمة المشاريع التي تعرفها القصبة كبرنامج التأهيل ومشروع التيلفريك. سيدي الرئيس الكل يعرف أن الترويج السياحي يقوم على أساس العديد من العناصر وعلى رأسها المآثر التاريخية التي يبحث عنها معظم السياح للقيام بسفر في المكان والزمان معا. وإن إحياء مقهى مَزُّورْ من جديد في قصبة أكادير أوفلا ومطعم LE RESERVE بالشاطئ والاعتناء بساحة الباشا كما تفضل الأستاذ يوسف غريب، كلها مشروعات تصب في هذا الإطار. وأنهي رسالتي المفتوحة هذه بما بدأ به السيد يوسف غريب وهو مقتطف من تصريحكم خلال الحملة الانتخابية: "عندي ارتباط كبير بمدينة أكادير، المدينة التي عاشت فيها عائلتي وبالضبط في زنقة هلالة في تلبرجت قبل الزلزال". والارتباط، وأنتم في موقع القرار، هو ربط حاضر المدينة بتاريخها الذي تختزله ذاكرتها. مع التحية والتقدير سعيد الغماز