وصلت قافلة المواطنة إلى أكادير، بعد يوم غني بالنقاشات في محطة وقوفها بمراكش، القافلة ينظمها “راديو ميد” بشراكة مع جريدة ” الأحادث المغربية” ومجلة ” لوبسيرفاتور دو ماروك” والجريدة الإلكترونية ” كيفاش” . وصل ممثلوها عصر الجمعة ليجدوا مجموعة من الفعاليات الجمعوية تنتظرهم، من أجل فتح لحظات من التواصل والحوار حول المواطنة والديمقراطية والتحديات المقبلة. هل نحن مستعدون لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بعد تنزيل دستور جديد، وهل لدينا من الكفاءات والنخب ما يكفي لإنجاح مغرب ديمقراطي مفتوح على أوراش كبيرة؟ ذلك ما حاولت أن تقاربه قافلة المواطنة التي حملت إلى عاصمة سوس الزملاء الذين اطروا اللقاء، ممثلين برضوان الرمضاني وفاطمة الزهراء الجديدي عن ميد راديو، ويونس دافقير عن الأحداث المغربية. جلسوا في منصة ومقابلهم أخذ الاساتذة الذين اثروا النقاش مكانا مقابلا لهم، حضر المحامي وريس الجمعية المغربية حوار في شخص الاستاذ مصطفى يخلف ، وحضر الإطار الجامعي من خلال الأستاذين محمد أجداوي، وعثمان اهنكا، كما حضر الصحافي والطالب الباحث في شخص الزميل إدريس أبو الريحان. كيف سنواجه رهان المستقبل؟ يجيب الاستاذ محمد اجداوي، إن أكبر تحد يواجه المغاربة هو التجارب التي تمت مراكمتها مند عقود، عنوانها الفساد، أما الحل في عنوانه البارز، حسب الاستاذ هو توفير آلية انتخاب ديمقراطية ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، وخلص المتحدث إلى أننا بحاجة إلى ” 20 فبراير “داخل الوعي، تحتكم إلى الضمير، وليس الطابع الاحتجاجي. كما اعتبر الجهوية ورشا لتجسيد الديمقراطية. الاستاذ عثمان اهنكا ابتدأ حيث انتهى زميله، وألح على الجهوية كحامل للتنمية، وبعد التعريج على التجارب التي رسخها المغرب في مجال الجهوية مند 1956 ، والنتائج الإيجابية التي راكمتها جهة سوس ماسة، ألح على إعادة النظر في التقطيع الحالي، معتبرا أن أكبر تحد اليوم هو مدى مشاركة المواطن في الاستحقاقات المقبلة، من أجل تأمين الوصول إلى منصب القرار لمن يستحق، وقطع الحديث بالقول إن سوس تعج بالكفاءات لو أتيحت لها الفرصة. وصل النقاش في وقت إلى وضع المواطن في قلب المعادلة، فمصطفى يخلف ألح على ضروة الانتقال من المواطن الذي يسلم أمره، إلى مواطن في صلب المشاركة، واعتبر ورش الجهوية كفيلا بذلك، على اعتبار أن الجهوية حاملة للديمقراطية، سيما ان فصول الدستور الجديد من الفصل 136 إلى 146 رسخت مبدء الجهوية، كما ألح الاستاذ على تظافر الجهود حتى تشمل ثمار الديمقراطية كل ربع. إدريس ابو الريحان الصحافي عالج الموضوع من زاوية المواطنة / الديمقراطية فتساءل بدوره عن كيفية تنزيل الديمقراطية وما يتربط بها في مناطق مهمشة تنتظر الآن أن ينعكس الدستور الجديد على معاشها بشكل مباشر، واعتبر المواطنة إحساس داخلي، يترسخ مع الشعور بالإنصاف، وختم حديثه بسؤال يتكرر كل يوم وهو ما مدى قدرة الاحزاب على أخذ لمبادرة.