افتتح المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي لأكادير (فيدادوك) دورته الخامسة يومه الثلاثاء 23 أبريل الجاري على الساعة التاسعة مساء بعرضه للشريط الوثائقي المغربي “كاميرا وامرأة” والذي يندرج ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان. هذه المسابقة، والتي تشرف عليها لجنة تحكيم مكونة من شخصيات متخصصة في الفيلم الوثائقي كالمخرج المغربي محمد العبودي والمخرج السينغالي مامادو سيلو ديالو والمنتجة الألمانية باربيل موخ والصحافية الفرنسية أنيك كيلي، يتبارى خلالها عشرة أفلام من جنسيات مختلفة ويشارك المغرب فيها بشريطين اثنين هما “كاميرا وامرأة” لكريمة زبير و”باسم أخي” ليوسف أيت منصور. وثائقي الافتتاح “كاميرا وامرأة” لمخرجته كريمة زبير استطاع، بفضل تفرد موضوعه وزخمه العاطفي وقوة حضور شخصيته الأساسية، أن يشد أنظار واهتمام الحاضرين وذلك طيلة 59 دقيقة التي هي عمر الشريط. “كاميرا وامرأة” رصد بإتقان قصة خديجة، المرأة المطلقة والأم لابن صغير، والتي اختارت أن تشتغل بمهنة ضلت لوقت طويل حكرا على الرجال ألا وهي مهنة تصوير الأعراس والحفلات، وذلك بالرغم من ظروف الاشتغال الليلية الصعبة ورفض العائلة لهذه المهنة. وبين ليل حالم ومثالي، ليل الأعراس المفعم بالفرح والسعادة ونهار واقعي وأليم، نهار اللوم والمعاناة والحرمان، يتشكل يوم خديجة المتناقض تناقض هذا المجتمع المغربي السكيزوفريني والذي يصم المرأة المطلقة بالعار دوما وأبدا ويلفظها خارج منظومته حتى وإن اختارت، كما في حالة خديجة، تحدي كل الصعوبات والعمل بعرق جبينها. المخرجة كريمة زبير نجحت، بقدرتها على جعل عين الكاميرا تتماهى مع محيط الأحداث حد الإمحاء في بعض الأحيان، في أسر المشاهد وسط عالم مليء بالتضاد، عالم تتجاذبه ثنائيات متباعدة وفي نفس الوقت متقاربة كثنائية الليل والنهار والعتمة والأنوار وثنائية الفرح والقرح والأمل والألم. هذا وتجدر الإشارة إلى أن المخرجة كريمة زبير قد فازت عام 2009، بجائزة “بوما للمضمون الإبداعي في مهرجان “دوربان فيلم مارت” عن مشروع فيلمها “كاميرا وامرأة” وبمنحة “تمكين” لأفضل مشروع فيلم تسجيلي عربي بمهرجان دوكس بوكس لأيام سينما الواقع بدمشق في 2011. محمد بوحسوس طالب باحث بماستر “مهن وتطبيقات الإعلام”