تتوفر مقاطعة تيكيوين، قبل إلحاقها بجماعة أگادير، على متنفس رياضي واحد يتمثل في مركب الحسين مدانيب. وبعد مرور أربع ولايات جماعية من عملية الإلحاق من سنة 2003 حتى السنة الحالية، لم تشهد ساكنة تيكيوين أي تغير، وأدنى تحسن في ظروف عيشها وفي نوعية الخدمات والبنيات التي من المفترض أن توفرها البلدية، علما أن تيكيوين لها مداخيل أكثر من محترمة، ولها سوق يومي وأسبوعي هو "سوق الخميس" الذي يجتذب أعدادا قياسية من المتسوقين من خارج المقاطعة، ويأتون من أحياء أدرار، وتيليلا، وبنسرگاو، بل ومن الدشيرة – الجهادية، ولم تبدل الأغلبيات الجماعية المتعاقبة على أگادير، منذ 2003، أي مجهود في تخصيص ميزانية لتأهيله مقارنة بسوق الأحد الذي صرفت عليه الملايين، إن لم تكن الملايير من السنتيمات ! ونعود إلى موضوع هذه المقالة، وهو المركب الرياضي الحسين مدانيب الذي يعتبر المتنفس الوحيد لأندية تيكيوين لكرة القدم، والذي خططت الأغلبية البيجيدية السابقة أن تقيم بداخله قاعة مغطاة أختير لها كمكان تشيد فيه الفضاء الخاص بتدريب فئات مختلف أندية المقاطعة، وهي شباب تيكيوين الذي تتوفر على 4 فئات ( كبار، شبان، فتيان، وصغار)، بالإضافة إلى مدرسة كرة القدم الخاصة بالنادي، وعباسية تيكيوين وتتوفر على 3 فئات، زائد تلاميذ المدرسة. ثم إتحاد تيكيوين ويتوفر بدوره على ثلاث فئات دون مدرسة. وتتوفر تيكيوين بالإضافة هذا على فريقين لكرة القدم النسوية، وفريق للكرة المستطيلة يتوفر على ثلاث فئات ( كبار، فتيان، إناث). فأندية كرة القدم المنضوية كلها تحت لواء عصبة سوس لكرة القدم، بالإضافة إلى فريق الكرة المستطيلة تتوفر في مجموعها على 15 فئة، وتجري مبارياتها على أرضية الملعب الرئيسي لمركب مدانيب المكسوة بالعشب الإصطناعي المهدد بالتآكل، فيما الفضاء الخاص بالتداريب يبقى مفقودا بالمركب، لتبقى أرضية الملعب الرئيسي خاضعة لضغط كبير وغير متحمل ! وقد سبق للأندية أن قدمت إقتراحا بإقامة القاعة المغطاة بالفضاء المعبد أو المزفت من الملاعب والذي تتواجد به ملاعب كرة السلة، واليد، والكرة الطائرة، وهي الرياضات التي يستهدفها مشروع القاعة، لكن الأغلبية البيجيدية السابقة لم تعر أي اهتمام لهذا المقترح، وكأن الدراسة حول المشروع الذي جاءت به تعتبر ثابثة ومقدسة، ولا يجوز المساس بها، علما أن هناك سابقة أهم وأكبر عرفتها الدراسة المتعلقة بالمشروع الكبير لتحلية. مياه البحر الذي أنقد أكادير ومنطقتها من العطش. فالدراسة الأولى الخاصة بهذا المشروع كانت تنص على إقامته على الطريق الرئيسية أگادير – الصويرة، لكن تمت إعادة النظر في هذه الدراسة لتتقرر إقامة المشروع في الموقع الحالي المتواجد بمنطقة شتوكة – آيت باها، وهو موقع استراتيجي ووظيفي ساهم في إنقاذ أكادير من العطش، وهو في الطريق لأن يساهم في إنقاذ المئات من الضيعات الفلاحية بالمنطقة. فما الذي يمنع من إعادة النظر في المشروع الصغير الخاص بالقاعة المغطاة المقرر إقامتها داخل مركب الحسين مدانيب؟! وهل سيتمسك المجلس البلدي الحالي بالمشروع كما خططت له الأغلبية السابقة، دون مراعاة لحجم الضرر الذي سيتم إلحاقه بأندية وفرق تيكيوين؟! فمشروع القاعة المغطاة بالدراسة الموضوعة له له لحد الان سيلحق ضررا كبير بألمركب الرياضي مدانيب الذي يفتقد للكثير من المرافق منها الملاعب الخاصة بالتداريب، والسياح، والمدرجات. فهناك إذن حاجة ملحة ومستعجلة لتأهيله ليتحول إلى مكسب رياضي ليس لتيكوين وحدها، بل لأكادير ككل. ثم إن هذا المركب يتواجد ضمن مساحة عقارية تزيد على 50 هكتارا سبق للمجلس البلدي أن إقتناها منذ سنة 2008، وهي تمثل متنفسا عقاريا لإقامة العديد من المشاريع لصالح ساكنة المدينة بدل تركها كلقمة سائغة تستفيد منها لوبيات العقار. نتمنى إذن أن لا تسقط الأغلبية الجماعية الحالية في الأخطاء التي وقعت فيها الأغلبية السابقة، وأن يكون هناك إهتمام أكبر بالمقاطعات التي تم إلحاقها بأكادير، ومنها مقاطعة تيكيوين التي أصبحت مهددة في متنفسها الرياضي الوحيد، دون ذكر أشكال التهميش والإهمال التي طالتها منذ 2003، إي طيلة أربع ولايات جماعية لم تعط أي شيء. فنحن أمام بنية جماعية وحضارية تشمل عدة مقاطعات تمتد من آنزا حتى تيكيوين، مرورا ببنسرگاو وأكادير – المدينة، وينبغي أن تستفيد كلها من ثمار التجهيز والتنمية على قدم المساواة، أو بشكل لا ينبني على تفاوت كبير بين مقاطعة وأخرى.