نظرت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، يوم الخميس المنصرم في ملف شبكة إرهابية، انتحل بعض أعضائها صفة دركيين، واستعانوا بصدريتين عاكستين للضوء ومصباحا يدويا، شبيهة بالتي يتوفر عليها رجال الدرك، ونصبوا حاجزا وهميا لمهرب ينشط بين وزانوسلا، وأتلفوا بضائعه بحجة اتجاره في مواد منتهية الصلاحية. وكشف مصدر مطلع أن جلسة الخميس كانت الأولى بغرفة جرائم الإرهاب، بعدما أنهى قبل أيام عبد القادر الشنتوف قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب التحقيق في الملف، وأحال القضية على الغرفة المذكورة. ووصل عدد المتابعين في القضية إلى 10 موقوفين، جرى إيقافهم من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتعاون مع مصالح أمنية أخرى، في شهر أكتوبر ونونبر ودجنبر من نهاية السنة الماضية، وكشفت الأبحاث وجود علاقات في ما بينهم. وكشف مصدر مطلع على سير الملف أن موقوفا متشبعا بالفكر السلفي، أخبر شركاءه عن وجود مهرب يقوم بجلب مواد غذائية فاسدة، ويقوم بتجديد تاريخ صلاحيتها عن طريق التزوير، وطلب الموقوف من شركائه باعتراضه وسلب بضائعه وإتلافها. و كشفت الأبحاث التي أشرفت عليها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أن عناصر من الشبكة توجهوا على متن سيارة إلى وزان ، واستعانوا بالصدريتين الخاصتين برجال الدرك، قصد إيهام المهرب أنهم رجال درك، وقاموا بنصب حاجز وهمي على مشارف مدخل المدينة، وعملوا على إيقاف المهرب وسلبه السلع المهربة ليلا، كما قاموا بإتلاف أكياس بها بضائع. و حسب قرار قاضي التحقيق، اعترف الموقوف بخلع لباسه الأفغاني وارتدائه ألبسة عصرية والتي تتعلق بالألبسة الصدرية الشبيهة بالتي توزعها القيادة العليا للدرك الملكي على عناصرها في المدارات الطرقية، واعترف أنه كان يتوفر كذلك على مصباح يدوي، أوهم به المهرب بعد اقتراب سيارته منه، وأثناء إيقافه لاذ أحد السلفيين بالفرار، وعادوا إلى مدينة سلا، إذ وقع بينهم خصام. وحسب قرار قاضي التحقيق، فأثناء توجه الموقوفين إلى وزان للقيام بنصب حاجز وهمي، تطرقوا إلى الجهاد وأبدوا رغبتهم واستعدادهم للمشاركة في العلميات الدائرة ببلاد الشام. هذا، و يوجد من بين الموقوفين العشرة سلفيان، سبق أن أوقفتهما الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وكانا يحاولان شنق “عرافة” بحي الانبعاث تتعاطى السحر والشعوذة، وقاما باستحلال أموالها بطريقة غير مشروعة، كما قاما بالترصد مرتين أمام منزلها، وكانا يتوفران على أدوات تتمثل في سكينين من الحجم الكبير وأقنعة وقفازات وحبل معد للشنق والتكبيل ولصاقا ومطرقة وأدوات لفك” البراغي”، وكانا يريدان استعمال هذه الأدوات في كسر دولاب للاستيلاء على المجوهرات والمبالغ المالية التي تتوفر عليها المشعوذة، بحجة أنها تجني الأموال بطريقة غير شرعية. وكان عدد من الموقوفين، أكدوا أمام قاضي التحقيق أن رغبتهم في الاستيلاء على الأموال كان بغرض السرقة، ونفوا العديد من الاتهامات الموجهة إليهم في الملف، والمتعلقة أساسا بالإرهاب، بينما اعتبر قاضي التحقيق وجود أدلة في التهم الموجهة إلى المتهمين. ووجه الشنتوف إلى الموقوفين العشرة، تهما تتعلق بتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية ومحاولة الاعتداء عمدا على حياة أشخاص و سلامتهم ومحاولة السرقة وانتزاع الأموال في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها، كل حسب المنسوب إليه في الملف.