بدءاً بالرحمة لأرواح الضحايا الذين سقطوا جراء انهيار السور الوقائي بمدينة مليلية المحتلة.. وبالشفاء العاجل لأفراد قواتنا العمومية التي اصيبت خلال هذه الحرب كما جاء في تصريح لأحد المهاجمين لشبكة دوتش فيل الألمانية : (.. كان الأمر مثل حرب… جئنا حاملين الحجارة والقطبان الحديدية لنقاتل القوات المغربية لكنهم ضربونا) لياتي بيان سفارتنا بمدريد أكثر وضوحاً وتفسيراً لخلفيات الهجوم المدبّر ( إنّ العنف المفرط للمهاجمين يشير إلى وجود مستوى عالٍ من التنظيم، وقادة متمرّسين ومدرّبين من ذوي الخبرة في مناطق النزاع) وإذا ربطنا ذلك بأول تصريح لرئيس الحكومة الإسبانية ساعات بعد الهجوم أكّد فيه تعرض المغرب لمؤامرة خارجية معتبراً ان الخطّة كانت مهيّئة من طرف هذه الأيادي الخفية التي حركت أزيد من ألفي مهاجر بشكل جماعي و"منظم" لمحاولة اقتحام السياج الحدودي نحو مليلية بدءاً بإضرام النار في الغابة (لإلهاء السلطات عن محاولة الاقتحام) والاعتداء على السلطات العمومية بأسلحة غير مسبوقة (وقبل التفصيل لا بد من الإشارة إلى أن مليلية وسبتة مدينتان مغربيتان محتلتان تحت الإدارة الإسبانية حاليا.. وان موضوع استرجاعهما مرتبط بسياسة التدرج الذي نهجه المغرب منذ مسلسل طرفاية وافني..) ليتضح من خلال هذه المعطيات أن الهدف المخابراتي من هذا الهجوم هو خلق كارثة كبرى على الحدود وتدمير العلاقات المغربية-الإسبانية التي عادت قبل أسابيع وخاصة قبيل اجتماع حلف الناتو بمدريد قصد ادراجهما ضمن محميات الحلف الأطلسي من جهة بالإضافة إلى تشويه سمعة المغرب قاريّاً ودوليّا.. ولا توجد نظام له مصلحة في خلق هذه الازمة سوى حكام العصابة الجزائرية.. كما جاء في بيان السفارة المغربية باسبانيا ( إن محاولة عبور السياج الحدودي لمليلية قد تم التخطيط لها من قبل مهاجمين متمرسين في مناطق النزاعات، دخلوا الأراضي المغربية من الجزائر بسبب التراخي المتعمد من هذا البلد في السيطرة على الحدود.) هي العصابة التي خرج الناطق الرسمي باسمها السيد عمّار بلاني مرّة بوصف تلك الأحداث المؤلمة بكونها إعدامات.. ومرّة قبل ساعات جوابا على بيان السفارة للقول بأن الحدود الجزائرية مع المغرب مراقبة بشكل دقيق ومانع لدخول مخدرات المخزن المغربي.. ومن يعود إلى مجمل ما قاله خلال هذين اليومين لاشك ان الفاطن يلمس مدى تورط هذا النظام المجرم في هذه المأساة والذي حاول استغلال جثث الضحايا لخلق انتصارات دبلوماسية وهمية على بلدنا من خلال استعراض فشل مشروع النمودج المغربي للهجرة.. و مطالبة المنتظم الدولي بمعاقبة المغرب.. وإذا كانت تطورات الأحداث قد خلقت نوعا من التضامن وتفهم لموقف المغرب وخاصة عند الدول الإفريقية فإن هذا الوزير وعصابته وبقدرة قادر تحولوا إلى جماعة الأطهار والاتقياء وأولياء الله في الأرض وبهذا الترافع باسم الشرف وعن الشرف والدين والإنسانية والغيرة الإفريقية.. وكأن ذاكرتهم مصابة بالثقوب لاتختزن تلك الصفحات من تاريخهم الملطّخة بدماء المهجّرين ومن يعود إلى فقرات من آخر تقرير ل"منظمة أطباء بلا حدود"، سيجد ان 14.196 مهاجر طردوا من الجزائر خلال هذه السنة إلى حدود شهر ماي تعرّض خلالها عدد من المهاجرين لإصابات خطيرة وحالات اغتصاب للنساء"، وأن "أشخاصا كثيرين تُرِكوا وسط الصحراء على الحدود الجزائرية – النيجيرية، على بُعد 15 كلم من مدينة أساماكا." ولتذكير العصابة بهذه الجرائم ضد الإنسانية التي تعامل معها المغرب بحس إنساني رفيع من خلال تعليمات جلالة الملك – شفاه الله وعافاه – بمنح مساعدة عاجلة من مؤسسة محمد الخامس للتضامن والوكالة المغربية للتعاون الدولي ووزارة الداخلية، لفائدة الأشخاص المطرودين من الجزائر والموجودين في وضعية هشاشة قصوى بأحد المراكز بشمال النيجر إثر الأزمة الإنسانية المرتبطة بالهجرة، والناجمة عن الترحيل الجماعي لأشخاص يتحدرون من بلدان جنوب الصحراء نحو النيجر. وفي خطوات مماثلة، استقبل المغرب عشرات العائلات السورية كانت عالقة في المنطقة الحدودية الجزائرية المغربية، بتعليمات ملكية سامية، بعدما هجّرتهم العصابة نحو الحدود المغربية.. دون أن ننسى رمي مجموعة من المغاربة في قمة أزمة كورونا وبشكل متكرر.. هو تاريخكم ومنذ زمان.. وهل هناك دولة قادرة على تهجير 350 الف مغربي في عيد الأضحى غير نظام العصابة..وتلك صفحاته السوداء.. كالعشرية السوداء ب200 الف قتيل ومئات الآلاف من المفقودين.. إنّ ذاكرة الشعوب والامم ليست قصيرة وما تحصدون من فشل وفي كل المناحي هو نتيجة طبيعية لهذا المسار الدموي لنظام حكمكم وتاريخ بلدكم لاغير...ولعل الغياب المطلق لوفود رسمية اثناد افتتاح دورة العاب البحر الأبيض المتوسط نمودج حيّ لهذه العزلة الدولية والإقليمية لنظام العصابة.. وحتّى حضور أمير دولة قطر فلمتابعة عن قرب البرنامج الفني الذي أعدّه الفريق القطري المكلف بتظاهرة كأس العالم.. هي وهران الباهية.. للأسف.. حوّلها القطريون إلى ميدان تجربة لتصحيح الأخطاء والوقوف عن الهفوات قبل كأس العالم.. للأسف أكثر أن لا يحس رئيس العصابة بالإهانة ويتذكر خلال حفل التجربة هاته شعار : تحيا الجزائر.. وفوق رأسه قنّاص بصفته كاتب صفحات هذا النظام الملطّخة بدماء الأبرياء من الجزائريين ومن العابرين من دول الجوار.