شهدت الثانوية التأهيلية الأمل بتيكوين مساء اليوم الجمعة 05 أبريل 2013 مناقشة عرض حول “التحرش والاستغلال الجنسي للقاصرين” والذي أوحت به الحملات التحسيسية التي تنظمها ولاية أمن أكادير بتنسيق مع نيابة أكادير إداوتنان لوزارة التربية الوطنية في إطار اتفاقية الشراكة بين المديرية العامة للأمن الوطني ووزارة التربية الوطنية واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير. حضر هذا اللقاء عن ولاية أمن أكادير كل من السيد رضوان أستر رئيس الفرقة المتحركة الأولى للسير الطرقي-وحدة المرور، والسيد عبد الله حادي مفتش الشرطة، وعن الطاقمين الإداري والتربوي للثانوية التأهيلية الأمل-تيكوين السيد أحمد بولحوس رئيس المؤسسة، والسيدة فدوى بنسرية ممثلة عن أساتذة الثانوية، والسيد رشيد زكي منسق نادي الفرنسية والتواصل، والسيدة الحميتي القيمة على خزانة المؤسسة، والسيد عبد الله عيور رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ الثانوية ورئيس جمعية أمل تيكوين، والسيد اللويزي السڭراتي رئيس جمعية النور للتنمية الاجتماعية والبيئية، فضلا عن مجموعة من تلميذات وتلاميذ الثانوية. افتتح اللقاء بكلمة السيد رئيس المؤسسة رحب فيها بالحاضرين منوها بالمبادرة الطيبة لولاية أمن أكادير من خلال انفتاحها على المؤسسات التعليمية وإلقائها لعروض من قبيل التحرش والاستغلال الجنسي باعتباره موضوعا شائكا تروح ضحيته مجموعة من تلاميذ المؤسسات التعليمية بأسلاكها الابتدائية والاعدادية والثانوية. وبعدها ألقى الضابط رضوان أستر عرضه الذي تضمن التعريف بالتحرش والاستغلال الجنسي للقاصرين، وأشكاله، والعوامل المساهمة في حدوثه، والمؤشرات الدالة على وقوعه، وتداعياته، ووسائل الحماية منه. كما دعا إلى خلق حوار بناء داخل الأسر، والعودة إلى الوحدة الأسرية خصوصا في ظل ما يعرفه المجتمع المغربي من تفكك، وتفرق أفراد الأسرة الواحدة، وغياب اجتماعهم حول مائدة الطعام مشيرا إلى بعض الظواهر الاجتماعية كزنا المحارم، وزنا الأقارب، فضلا عن سلوكات بعض الأمهات اللائي يلجأن إلى مداعبة أعضاء أطفالهن التناسلية كوجه من أوجه اللعب والضحك معهم. وفي معرض حديثه قدم الضابط بعض النصائح المتعلقة بالتربية الجنسية، وتعويد الأطفال منذ الصغر على بعض السلوكات القويمة التي تجعله يحافظ على جسده، وحياته، ومنها حمايته من التحرش والاستغلال الجنسي، بالإضافة إلى بعض السلوكات الوقائية المؤدية إلى تربية الطفل لتحمل المسؤولية. وأشار السيد عبد الله حادي إلى مفهوم القاصر، وما يتعرض له داخل المجتمع، كما حاول دعوة التلاميذ إلى فتح حوار أسري يمحي كل الطابوهات، وتجنب وضع الصور الشخصية والعائلية على المواقع الإجتماعية، أو التواصل عبر الكاميرا ويب والتي كانت ضحيتها مجموعة من الفتيات اللواتي غرر بهن إلى أن وقعن في مشاكل أدت إلى الانقطاع عن الدراسة بل وإلى التفكك الأسري بعد أن افتضح أمرهن. أما كلمة نادي الفرنسية والتواصل فقد تناولت الأهمية القصوى التي يعطيها النادي لعملية التواصل بين الأشخاص فيما بينهم من جهة، وبين الأشخاص والمؤسسات من جهة أخرى مؤكدا أن التواصل الإيجابي يكون حلا لعلاج مجموعة من المعضلات التي يتخبط فيها المجتمع، وأن اللباس الموحد على سبيل المثال لا الحصر نموذج من نماذج التواصل التي يرتقي بمفهوم الأمن المدرسي وحماية التلميذ من التحرش خارج أسوار المؤسسة التعليمية. كما أكد أن الرفقة الصالحة تساهم في انتشار الوعي وتعزز سبل الحماية من مغبة الفساد الخلقي وتداعياته موجها دعوة إلى التلاميذ للإنخراط والمشاركة في الأنشطة الثقافية والتنموية باعتبارها ترتقي بمستوى المتعلم، وتجعله حريا بحمل شارة التلميذ المهذب والذي سيصبح شابا يخدم نفسه، وعائلته، ومجتمعه، وبلده. وكانت للتلاميذ كلمتهم من خلال النقاش الذي فتح معهم، حيث تنوعت مداخلاتهم مابين اعتبار بعضهم أن اللباس لاعلاقة له بالتحرش الجنسي حيث أضحت المحجبات هدفا للمتحرشين، وكون التحرش الجنسي لايقتصر على الرجال وحسب بل حتى الإناث يتحرشن بالذكور. إلا أن الجميع اتفق على أن محاربة الظاهرة لن يتأتى إلا بتعاون مشترك بين جميع مكونات المجتمع بدأ بالأسرة مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” بهذا النشاط تكون ولاية أمن أكادير قد خطت خطوة جليلة في انفتاحها على المؤسسات التعليمية، وكسرت جدارا بينها وبين المجتمع المدني، حيث يستطيع التلميذ﴿ة﴾ أن يفضح كل من يتاجر في اللحوم البشرية، وكل من تسول له نفسه تدمير شباب الأمة أو ممارسة التحرش والاستغلال الجنسي للقاصرين.