دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها العاشر، وسط تحقيق مكاسب ميدانية جديدة لروسيابأوكرانيا، و رغبة أمريكا في استنزاف بوتين. و ذكرت رويترز، أن القوات الروسية حققت مكاسب ميدانية جديدة في شرق أوكرانيا، حيث استولت على المزيد من القرى والبلدات. وبينما أعلنت أميركا عزمها استنزاف بوتين في أوكرانيا حتى لا يغزو دولة أخرى، نشرت الأممالمتحدة بيانات حديثة حول أعداد القتلى واللاجئين. ومع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها العاشر تشير التطورات الميدانية إلى استمرار تركز المعارك في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية، حيث أقرت كييف والقوى الغربية الداعمة لها بتقدم القوات الروسية خلال الأيام الأخيرة. وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن العمليات الروسية شرقا تهدف إلى السيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك والطريق نحو شبه جزيرة القرم. وأقر مسؤولون أوكرانيون بوقوع خسائر كبيرة جراء الهجوم الروسي على المناطق الشرقية، حيث استولت القوات المهاجمة على عدد من البلدات والقرى منذ بدء الهجوم الأسبوع الماضي، لكنهم قالوا إن الخسائر الروسية أفدح. وقال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني "تكبدنا خسائر كبيرة، لكن الخسائر الروسية أفدح بكثير". وذكر مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا تقصف خط الجبهة بالكامل في منطقة دونيتسك (شرقي البلاد) بالصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون والطائرات. وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن روسيا تقصف مواقع على طول خط التماس لمنع الأوكرانيين من إعادة تجميع صفوفهم. من جهتها، قالت بريطانيا إن قتالا ضاريا جرى في محيط مدينتي ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك، الجزء الرئيسي من إقليم دونباس الذي لا تزال روسيا تحاول السيطرة عليه. معارك ضارية وقال مراسل الجزيرة عمر الحاج إن المواجهات بين القوات الروسية والأوكرانية في جبهة بارفينكوفا جنوب خاركيف (شرقي أوكرانيا) احتدمت خلال ال24 ساعة الماضية. وأوضح أن القوات الروسية باتت على مسافة 20 كيلومترا من المدينة وأنها صعدت من قصفها باستخدام الصواريخ والمدفعية الثقيلة. وأفاد مراسل الجزيرة فادي منصور بأن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على مناطق شمال إقليم خيرسون (جنوبي البلاد)، بعد أيام من إعلان روسيا سيطرتها على جميع حدود الإقليم. ورصد المراسل -في أثناء جولة في المنطقة- تعزيزات أوكرانية جنوب شرقي ميكولايف حيث سقطت قذائف عدة في أثناء محاولته دخول مقاطعة خيرسون. أما أشد المعارك دموية وأسوأ كارثة إنسانية للحرب، فشهدتها ماريوبول -المدينة الساحلية في شرق البلاد- التي دمرها القصف والحصار الروسيان على مدى شهرين. وقال مكتب الرئيس الأوكراني إنه تم التخطيط لعملية إجلاء -اليوم الجمعة- لإخراج المدنيين من مجمع آزوفستال الصناعي الضخم في ماريوبول، وهو المكان الذي يتحصن فيه مئات من المدنيين في مخابئ تحت الأرض مع آخر القوات الأوكرانية المدافعة عن المدينة. وتقول السلطات الأوكرانية إن 100 ألف مدني ما زالوا في المدينة التي باتت القوات الروسية تسيطر على معظمها. منظومة إس-300 من جهة أخرى، أعلنت قيادة القوات الجوية الأوكرانية الجنوبية أنها تلقت منظومة دفاع جوي من طراز "إس-300" (S-300) من إحدى الدول الصديقة من دون الكشف عنها. وأضافت أن المنظومة عززت بشكل كبير دفاعاتها الجوية في المنطقة الجنوبية، وذلك بعدما ركزت القوات الروسية عملياتها الهجومية على الجبهتين الشرقية والجنوبية بعد انسحابها من محيط العاصمة كييف قبل أسابيع. وتقول تقارير غربية إن أوكرانيا كانت تمتلك نحو 100 بطارية عاملة من منظومات إس-300 عندما شنت روسيا حربها على جارتها في 24 فبراير/شباط الماضي، لكن عددها تناقص جراء الهجمات الروسية. وفي سياق الدعم الغربي المتزايد للقوات الأوكرانية، قالت وسائل إعلام بولندية إن وارسو سلمت كييف 200 دبابة من طراز "تي-72" (T-72) إضافة إلى عشرات العربات المدرعة. قصف كييف وفي العاصمة كييف، قال عمدة المدينة فيتالي كليتشكو إن فرق الطوارئ انتشلت -اليوم الجمعة- جثة من تحت أنقاض مبنى سكني في حي شفشينكيفسكي (غربي العاصمة)، الذي قصفه الجيش الروسي بصاروخين -مساء أمس الخميس- في أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمدينة. من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها دمرت منشآت للصواريخ والصناعات الفضائية في كييف، وإن السلاح الجوي الروسي استهدف 112 منشأة عسكرية أوكرانية بما في ذلك 4 مستودعات أسلحة صاروخية ومدفعية. وأعلنت موسكو أيضا أنها استخدمت غواصة تعمل بالديزل في البحر الأسود لضرب أهداف عسكرية أوكرانية بصواريخ كروز من طراز "كاليبر" (Kalibr)، وهي أول مرة يعلن فيها الجيش الروسي استخدام أسطوله من الغواصات في عمليات القصف. ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو يظهر وابلا من صواريخ كاليبر تنطلق من البحر وتحلق في الأفق صوب ما قالت الوزارة إنها أهداف عسكرية أوكرانية. من ناحية أخرى، قالت الأممالمتحدة إن 2899 مدنيا على الأقل قتلوا في أوكرانيا منذ بداية الحرب الروسية. كما أوضحت -في بيان صادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين- أن عدد اللاجئين من أوكرانيا إلى دول الجوار بلغ 5 ملايين و429 ألفا، أكثر من نصفهم لجؤوا إلى بولندا. تقديرات البنتاغون وتشير التقديرات الأميركية إلى أن القوات الروسية تستعد لهجوم أكبر وأطول زمنا في شرق أوكرانيا، وفقا لما صرح به مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الجمعة. وأوضح المصدر نفسه أن القوات الروسية تستخدم القصف المدفعي والجوي قبل التحركات البرية بإقليم دونباس. من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحفيين إن الإدارة الأميركية ستوفر تمويلا كافيا لدعم أوكرانيا لمدة 5 أشهر إذا وافق الكونغرس على الميزانية التكميلية التي قدمها الرئيس جو بايدن وقيمتها 33 مليار دولار. وأكد كيربي أن أحد الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة إضعاف روسيا لدرجة تعجز معها عن تكرار حربها ضد دول أخرى. كما دعا المتحدث باسم البنتاغون إلى حماية سيادة مولدوفا المجاورة لأوكرانيا، مشيرا إلى أن هذا البلد لديه مخاوف أن يكون الهدف التالي للروس بعد أوكرانيا. وذكر كيربي أنه يجري تدريب قوات أوكرانية في 3 مواقع خارج أوكرانيا، بينها ألمانيا. سياسيا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -اليوم الجمعة- إن هناك احتمالات كبيرة لتوقف محادثات السلام مع موسكو، مشيرا إلى أن ذلك يرجع للغضب الشعبي حيال ما قال إنها فظائع ارتكبتها القوات الروسية. وفي السياق نفسه، صرح مستشار بالرئاسة الأوكرانية بأن اللقاء المقترح بين زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين "لن يعقد قريبا للأسف كما قالت تركيا، بل علينا الانتظار". في الوقت نفسه، دعت كييف الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات لحظر واردات النفط الروسي، وقال مدير مكتب زيلينسكي إن "الحظر التدريجي للنفط الروسي" يجب أن يدرج ضمن الحزمة السادسة من العقوبات. وقد نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) عن مصادر قولها إن من المرجح أن يوافق الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل على حظر تدريجي للنفط الروسي.