في أخر تطورات الحرب بأوكرانيا ، أقر الكرملين بتكبد الجيش الروسي خسائر كبيرة في أوكرانيا، في حين أكدت كييف أن القوات الروسية تسعى لتطويق القوات الأوكرانية. في الأثناء علقت الجمعية العامة للأمم المتحدة عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، وهو ما استنكرته موسكو. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف -في حوار مع قناة سكاي نيوز (Sky News)- "لدينا خسائر فادحة في صفوف القوات. إنها مأساة كبيرة لنا". وأضاف أن الانسحاب من كييف وتشيرنيهيف كان مبادرة من موسكو لمواصلة المفاوضات. حصار روسي: وكشفت وزارة الدفاع الروسية محاصرة قواتها بلدتي نوفوميخيلوفكا وأوغليدار في إقليم دونباس بشكل كامل. وأضاف المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن صواريخ روسية عالية الدقة استهدفت معدات عسكرية في منطقة جيتومير، وأسقطت مروحتين أوكرانيتين قرب خيرسون. بدوره قال المتحدث باسم قوات دونيتسك الانفصالية في تصريح للجزيرة، إن قواته أتمت السيطرة على وسط مدينة ماريوبول، وأشار إلى أنه لا تزال هناك جيوب يتم التعامل معها. في المقابل قال المستشار في الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش إن مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصرة صامدة. وأضاف أريستوفيتش أن الهجمات الجوية الروسية تركز الآن على شرقي البلاد، وأن القوات الروسية تسعى لتطويق القوات الأوكرانية هناك، لكنه يعتقد أن ذلك لن يحصل. في هذا السياق، قال وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الأميركيان أمس الخميس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تخلى" عن مساعي السيطرة على كييف للتركيز على إقليم دونباس، مؤكدين أن نتيجة الحرب في أوكرانيا "لم تتضح بعد". من جهته حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس من أن الوضع في بلدة بوروديانكا الأوكرانية "أكثر بشاعة بوضوح"، مما حدث في بوتشا القريبة. وأثار قتل مدنيين في بلدة بوتشا إدانات واسعة النطاق من الغرب باعتباره جرائم حرب، مما زاد من الضغط لفرض عقوبات أشد صرامة على روسيا. وأعلنت النائبة العامة لأوكرانيا إيرينا فينيديكتوف قبيل ذلك أن مسعفين أوكرانيين انتشلوا 26 جثة من تحت أنقاض مبنيين سكنيين تعرضا للقصف في بوروديانكا التي كان يقطنها 13 ألف نسمة قبل بدء الحرب.
تعليق عضوية روسيا: في الأثناء قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، وذلك أثناء جلستها الاستثنائية والطارئة بشأن الأوضاع في أوكرانيا. ودعا المندوب الأوكراني لدى الأممالمتحدة سيرغي كيسليتسيا أعضاء الجمعية العامة إلى التصويت لصالح مشروع القرار، مشيرا إلى الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها روسيا لحقوق الإنسان في بلاده. وفي رد فعلها على قرار الجمعية العامة، قررت روسيا إنهاء عضويتها في مجلس حقوق الإنسان، وأوضح غينادي كوزمين نائب المندوب الروسي في الأممالمتحدة أن قرار إنهاء العضوية اتُخذ عقب التصويت بتعليق عضوية بلده. ووصف نائب المندوب الروسي الخطوة بغير المشروعة، قائلا إنها ذاتُ دوافع سياسية بهدف معاقبة دولة عضو ذات سيادة في الأممالمتحدة. وانتقد نائب المندوب الروسي مجلس حقوق الإنسان، قائلا إنه محَتكرٌ من قبل مجموعة من البلدان تستخدمه لأغراضها الخاصة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة تحاول ضمان سيطرتها الكاملة في العلاقات الدولية في ما يتعلق بحقوق الإنسان عبر تعليق عضوية بلده في المجلس. من جهته قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إن الصور والشهادت الباعثة على الاشمئزاز من بوتشا وغيرها من الأماكن الأخرى في أوكرانيا قوّت من عزيمة الغرب على معاقبة روسيا وزيادة الدعم لأوكرانيا. وأعلن عن 5 إجراءات، قال إن واشنطن وحلفاءها وشركاءها اتخذوها لوقف ما وصفه بالعدوان الروسي ومحاسبة المسؤولين عنه. بدوره قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) ينس ستولتنبرغ إن دول الناتو اتفقت على تعزيز الدعم المقدم لأوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية. وصرّح ستولتنبرغ -في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف في بروكسل على مدى يومين- بأن الحلفاء قدموا دعما كبيرا لأوكرانيا، ودرّبوا العشرات من عناصر الجيش الأوكراني، وقد اتفقوا على زيادة هذا الدعم. المفاوضات. وعلى صعيد المفاوضات، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجانب الأوكراني قدم مقترح اتفاق جديدا تخلى بموجبه عن النقاط الأساسية المتفق عليها في جولة إسطنبول. وقال لافروف -في كلمة متلفزة- إن المقترح الجديد يتجاهل ما تم الاتفاق عليه بخصوص الضمانات الأمنية والقرم ودونيتسك. لكن المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك رفض تلك التصريحات، وقال لرويترز في بيان مكتوب إن لافروف لم يشارك بشكل مباشر في المفاوضات. وقال بودولياك إن تصريحاته "ذات مغزى دعائي بحت" تهدف إلى صرف الانتباه عن الأحداث في بوتشا. من جهته قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا من بروكسل إن مواقف المفاوضين سوف تُحدَد من خلال نجاح الجيوش على الأرض ووقع العقوبات على روسيا.