لا أعرف لماذا ركّزت عيناي على أذناك أثناء متابعتي لخطبتك الصعماء بوهران.. مباشرة بعد الاجتماع التاريخي للقوة الضاربة في العالم.. لأكتشف كمثل الحمار يحمل نياشين فوق جثّة لا تعرف إلا الصراخ ونفخ الأوداج لتذكرنا بخطب قادات الحرب العالمية الثانية مثيل موسوليني وهتلر والخطب الحماسية التعبوية ضد العدو الكلاسيكي الذي لا يخرج عن المخزن المغربي بالنسبة إليك.. ومن وهران هذه المرّة وبلغة التهديد المباشر لبلدنا الذي ما فتئ يعرقل نموّ بلادكم ويحجّم دورها الإقليمي والقاري كما جاء في خطبتكم... وبين متابعتي للنعوت المستعملة ضد بلدنا.. والتمعّن في أذناك على شكل مقرع البوق فهمت أن السر في ذلك هو عودة الصوت إليك لتنتشي به أكثر وترفع منسوب إشباع حقدك الذي لا ولن يتجاوز تلك الأوراق اليتيمة التي ستضاف إلى كل خطبك وعبر جميع المناطق الجزائرية.. منذ اغتيالك لولي نعمتك الفايد صالح.. لذلك لا تعدو أن تكون في نظر الكثيرين مجرد ظاهرة صوتية لم تشارك الا في حرب واحدة حولته إلى أسير في معركة حرب الرمال.. لتجعل منك هذه العقدة اليوم.. ذاك الجنيرال الأبله الذي يتوعد الخصم بذخيرة الخطب الحماسية بمدينة وهران في الوقت نفسه يتابع العالم وخاصة العسكري منه صورة لفرقاطة "الرادع" الجزائرية نشرها موقع africaintelligence.com من طرازMEKO A-200 ، والتي تلقب بفخر الصناعات الحربية – البحرية الألمانية، مضيفا بأن الفرقاطة الجزائرية الحديثة فشلت في إكمال المناورات بسبب حالة صواريخها المتدهورة، و قد لجأت الفرقاطة إلى ميناء "تولون" الفرنسي للصيانة العاجلة، بسبب الخطر الذي تشكله الصواريخ العالقة في منصات الإطلاق، و التي من الممكن أن تنفجر في حال عدم إخراجها و تحييد المفجر، علما بأن برنامج الإطلاق أصابه العطل أثناء برمجة عملة تجهيز صاروخ لضرب هدف بحري خلال التمرين هذه الفضيحة جعلت خبراء التسليح و عدد من ضباط الجيوش العربية والغربية يعلقون، بأن العطل في سفينة حربية من طراز MIKO A-200 غير طبيعي، و قد يكون بسبب ضعف الكفاءة للمشرفين على الفرقاطة، على اعتبار أنها من أخر طراز و تسلمتها البحرية الجزائرية حديثا، و تعمل في السلاح البحري الألماني و الجنوب إفريقي بكفاءة عالية، و ليست لها سوابق في هذا الشأن، و أضاف الخبراء على الموقع أن مثل هذا الحادث يعطي الانطباع على أن الجيش الجزائري، لا يمتلك خبرات صيانة عالية و إذا كانت أحدث فرقاطة تسلماها تعاني أعطاب ناجمة عن سوء الصيانة أو سوء الاستخدام، فكيف هو حال باقي الأسطول الذي يزيد عمره عن الثلاثين سنة.. هذا التزامن بين الأوداج المنفوخة بالوعد والوعيد للجنيرال الأبله وبين هذه الفضيحة أعلاه تكمن الكوميديا في هذا البلد الذي يشهد العالم بأنه قوة ضاربة حسب رئيسها الذي خرج في اليوم الموالي وهو يخاطب في المنتدى الاقتصادي بالقول بأن الجزائر شبه دولة ولديها اقتصاد هشّة مرتبط بسوق الغاز وثمنه.. مضيفا إلى أن احتياط الجزائر من العملة الصعبة لن يسمح لنا بالحفاظ على وثيرة استيراد كل شيء من الخارج.. ووو ( من خطاب على النيت). هل يوجد بلد في العالم تجد فيه قائده العسكري يدعوا إلى التعبئة من أجل صد منارات العدو الكلاسيكي.. ورئيسه يشتكي الوضعية الاقتصادية المفلسة للبلد.. نعم في الجزائر.. وهي نفسها التي برمجت مناورة على حدودنا البحرية وبشكل مفاجئ وبالذخيرة الحيّة فقط من أجل التغطية على فضيحة الفرقاطة المعطّلة.. هي الجزائر التي لم تنشر كعادتها خطبة الجنيرال الأبله.. ولا في موقع وزارة الدفاع هناك.. أما بقية الأبواق الإعلامية فغابت فيها تلك العناوين الكبرى مثل شنقريحة يزعزع المخزن المغربي ووو غيرها من عناوين عنترية.. ورجع أغلبية المهتمين ذلك إلى كون ما جاء في خطبة وهران يتعارض بالمرة مع بيان زيارة الجنيرال قائد القوات الأمريكية بافريقيا.. وخاصة تلك المتعلقة بالأمن والاستقرار بالمنطقة.. هي الأوامر من الفوق... أيها الأبله لقد خطب.. وخاطب الجنيرال.. وعاد إلى ثكنته استعداداً لقراءة نفس الخطبة مرة أخرى.. لا أعرف هل هي لعبة لتزجية وقته.. أم دواء لمعالجة حقده الأزلي.. كل ما أعرف أنّه أبله ثرثار.. وهي الصفات التي تتنافي ووظيفة الجندي القائد.. كما تعودنا عليها نحن المغاربة من طرف جنودنا البواسل وقاداتهم.. هم إما بالمستشفيات المغربية أو الميدانية في الدول الصديقة إمّا في تجريدة حفظ السلام بمناطق التوتر في العالم.. هذه هي مظاهر جيشنا الأبي.. أما تحرير معبر الكركرات وبتلك الحرفيّة التي أبهرت العالم وفي رقم قياسي.. لم تكن إلاّ وصلة إشهارية لكل من سوّلت له نفسه أن يقترب عمليّاً من وطننا.. غير ذلك فلتخطب كما تشاء.. ووقت ماتشاء.. ما دامت الثرثرة علاجك الوحيد