ما افرزته الانتخابات بالمغرب كان متوقعا عند العام قبل الخاص ،لكن ماذا بعد تحقيق الحاجيات المادية للمواطنين ،هل دور الاحزاب ينحصر فيما هو اقتصادي ومادي بالاساس ام يتعداه الى اكثر من ذلك؟ لا يختلف اثنان على ان الإنسان منذ ان وجد على الأرض وهو يكافح كي يعيش و يحافظ على استمرارية نسله، ولم يخرجه من قا ئمة الحيوانات حين انقاد لغرائزه الا الرسالات السماوية التي أظهرت فيه انسانيته التي اضحت محور اهتماماته والتي تبناها بعد ذلك فلاسفة ومفكرون ثم سياسيون و ابرزوا أهمية تلك الصفة ودافعوا عنها في ظل صراع بين من لا يملك وبين من يملك وساىل الانتاج هذلاخير الذي يريد دائما أن ينقص من مستوى إنسانية الإنسان خدمة لاستمرار مصالحه وتقزيم دور مشاركة الشعب في القرار السياسي بعد ظهور المؤسسات وخاصة منها البرلمان. وعندما كان الصراع بين الكتلة الشرقية الممثلة من قبل الاتحاد السوفياتي والكتلة الغربية ممثلة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية ،ظهرت احزاب محسوبة على ايديولوجية هذا الطرف اوذاك والتي لم يكن همها هو المنافسة على اشباع الحاجيات المادية ولكن إظهار مزايا توجهها بالرفع من قيمة الإنسان في ظل ايديولوجيتها، وهكذا استفاد مواطنوا الشعوب من ذلك التنافس والنقاش الذي تجسد في برامج الأحزاب ت باعتماد خطاب يهتم بعقول الناس قبل بطونهم. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وهيمنة امريكا بايديولوجيتها المبنية على الليبرالية والسوق الحر لم يعدللأحزاب ذات التوجه الاشتراكي حضور في الساحة السياسية التي ملات فراغها احزاب يديرها شخاص ذاتيون اثرياء والذين استعانوا باشخاص همهم الوحيد هو تحسين اوضاعهم المادية بدون مقومات فكرية أو اهداف ذات بعد انساني. والسؤال الذي يطرح هو اي تمثيل تحتاجه ا لشعوب ولايه غاية ، هل لتنصيب حكومات مشكلة من تكنوقراط بواجهة حزبية لتوفير الحاجيات اليومية والحفاظ على النسل ؟ ان الصراع والغلبة لم تنتهي في عالم اليوم ،واذا كان الغرب يعرف اسا س صراعه و يسعى الى تكريس غلبته وتصدير قيمه التي لا تلتقي دائما مع مبادئنا وقيمنا ،فهل نخضع له ونسايره بسلبياته وايجابياته لأننا ممثلين بمن يستمد وجوده من ليبرالية السوق والذي سيتكفل بملئ البطون واشباع الحاجيات المادية قدر المستطاع ؟ ان مستقبل شعوب العالم غامض غموض ما يخطط لها مهندسوا الليبرالية ، والشعب المغربي الذي تلهى بتحقيق حاجياته المادية عليه ان يعي ان حضوره والاعتراف به كانسان عليه ان يسعى إلى البحث على تحقيق حاجيات اسمى ومن ثم الى توفير مناخ ملائم لمن سيسعى الى تمثيله احسن تمثيل و ذلك قبل أن يفقد البوصلة ويجهل من هو وماذايريد ممن يضع مصيره بين يديه.