أطلقت جمعية علوم الحياة والأرض بسوس، وهي جمعية جهوية تنشط في مجال البيئة والتنمية المستدامة، مشروعا استراتيجيا مرتبط بإحداث محطة لرصد الزلازل لأغراض تربوية في مقرها بأكادير. و يهدف هذا المشروع الأول من نوعه على المستوى العربي والإفريقي، إلى إعلام وتحسيس المواطنين في موضوع ظاهرة الزلازل والسلوكات المقبولة في حالة الطوارئ والأزمات المرتبطة بها. وقد بدأ اشتغال الجمعية على هذا المشروع هذا منذ سنة 2006 للإستجابة للنقص الحاصل في مجال تأطير وتحسيس المواطنين في موضوع الزلازل في منطقة اكادير المعروفة بتاريخها الزلزالي وموقعها الجيولوجي. ويستجيب هذا المشروع للدينامية التي خلقها مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة الذي أطلقه الملك محمد السادس وخاصة ما يهم تركيز هذا الميثاق عل مبادئ الوقاية والاحتياط والمسؤولية. كما يجد هذا المشروع مرجعيته من البرنامج الاستعجالي(2009-2012) الذي وضعته وزارة التربية الوطنية لبلورة مضامين إصلاح المنظومة التربوية الواردة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والذي خصص مشروعا كاملا لدعم جودة الحياة المدرسية، و الاهتمام بالصحة المدرسية وتوفير الأمن الإنساني بالمؤسسات التعليمية(مشروع E1P13). هذا، وبعد صياغة مشروعها في شكله النهائي مدعومة في ذلك بشريك تربوي فرنسي، تقدمت جمعية علوم الحياة والأرض بسوس بطلب الدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأكادير التي قبلت المشروع ومولته في حدود 70 في المائة من ميزانيته على أن تساهم الجمعية بما تبقى من الكلفة. وهو ما تحاول الجمعية توفيره بتوجيه طلبها لمجموعة من الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين. وستتوفر المحطة على عتاد رقمي لرصد نشاط الزلازل مرتبط بنظام GPS وفضاءات مهيأة لاستقبال المستفيدين من خدمات المحطة سيتم فيها تنشيط مضامين تحسيسية وتأطيرية باعتماد أدوات بيداغوجية ووسائط متنوعة يتم بناءها من طرف متطوعي الجمعية. ويهدف تنشيط الجمعية تقريب المعرفة العلمية المرتبطة بظاهرة الزلازل من كافة المواطنين و التحسيس والتربية على المخاطر لفائدة المواطنين من خلال حالة الزلزال، فضلا عن المساهمة في البحث العلمي الأكاديمي. من جانب آخر، يستهدف هذا المشروع التلميذات والتلاميذ في جميع المستويات الدراسية، أطر التربية والتكوين،جمعيات أباء وأمهات وأولياء التلاميذ، جمعيات الأحياء، باحثون أكاديميون، أطر القطاعات العمومية والخصوصية، نساء ورجال الصحافة وجميع المواطنات والمواطنين يمكنهم الاستفادة من خدمات المحطة. كما ستكون لغات التنشيط في المحطة هي العربية والأمازيغية والفرنسية.و سيتم تدبير أنشطة المحطة من طرف لجنتين، لجنة علمية تتكون من ممثلي القطاعات المعنية بأنشطة المحطة والشركاء والصحافة. ولجنة تربوية ستسهر على وضع وتنفيذ برامج التحسيس والوساطة العلمية