أُعْلِنَ بمدينة أكادير عن إحداث محطة لرصد الزلازل لأغراض تربوية، والتي تبنتها جمعية «علوم الحياة والأرض بسوس»، بهدف إعلام وتحسيس المواطنين بظاهرة الزلازل والسلوكات المطلوب القيام بها في حالة الطوارئ والأزمات المرتبطة بها، وتقريب المعرفة العلمية المرتبطة بالظاهرة من كافة المواطنين في إطار ما يصطلح عليه بالوساطة العلمية، علاوة على المساهمة في البحث العلمي الأكاديمي وتحسيس المواطنين وتربيتهم على المخاطر من خلال حالة الزلزال. وحسب القائمين على هذا المشروع الأول من نوعه بالعالمين العربي والإفريقي، فإن المحطة المذكورة تتوفر على عتاد رقمي لرصد نشاط الزلازل مرتبط بنظام (GPS)، كما يحتوي على فضاءات مهيأة لاستقبال المستفيدين من خدمات المحطة، التي سيتم فيها تنشيط مضامين تحسيسية وتأطيرية باعتماد أدوات بيداغوجية ووسائط متنوعة يتم بناؤها من طرف أشخاص متطوعين تابعين للجمعية، وكانت هذه الأخيرة قد قدمت مشروعها بتعاون مع شريك تربوي فرنسي، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بأكادير، واستفادت بموجب ذلك من تمويل بلغ نسبة 70 بالمئة من القيمة الإجمالية المخصصة للمشروع. وتسعى المحطة إلى تقديم خدماتها لفائدة التلاميذ في جميع المستويات الدراسية، وإلى أطر التربية والتكوين، وجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، وجمعيات الأحياء، زيادة على الباحثين الأكاديميين، والأطر العاملة بالقطاعات العمومية والخصوصية، ونساء ورجال الصحافة وجميع المواطنات والمواطنين المهتمين بالموضوع، كما تعتمد المحطة على ثلاث لغات للتنشيط، وهي العربية والأمازيغية والفرنسية، وتتوفر على لجنتين، إحداهما علمية، وتتكون من ممثلي القطاعات المعنية بأنشطة المحطة والشركاء والصحافة، والثانية تربوية، وتسهر على وضع وتنفيذ برامج التحسيس والوساطة العلمية. يذكر أن الجمعية المحتضنة للمحطة، اشتغلت على هذا المشروع منذ سنة 2006، في إطار سعيها للاستجابة إلى النقص الحاصل في مجال تأطير وتحسيس المواطنين في موضوع الزلازل في منطقة أكادير المعروفة بتاريخها الزلزالي وموقعها الجيولوجي، واستندت إلى مرجعية البرنامج الاستعجالي الموضوع من قبل وزارة التربية الوطنية لبلورة مضامين إصلاح المنظومة التربوية الواردة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والذي خصص مشروعا كاملا لدعم جودة الحياة المدرسية، والاهتمام بالصحة المدرسية وتوفير الأمن الإنساني بالمؤسسات التعليمية، وقالت الجمعية في بلاغ حصلت «المساء» على نسخة منه، إن «إنشاء محطة لرصد الزلازل لأغراض تربوية يتقاطع في كثير من مضامينه وأهدافه مع هذا المشروع الوارد في البرنامج الاستعجالي».