يوم الجمعة 07/03/2013 على الساعة 10 والنصف بينما كنت بصدد القيام بواجبي في اطار وظيفتي المهنية ، حضر شخص الى مقر عملي من أوصافه التالية ، نحيف بنية الجسم معتدل القامة سحنة وجهه تميل الى السمرة ، لما وصل الى المكتب 2 الذي أشتغل به قدم السلام ومباشرة دون انتظار منا رد السلام توجه بالسؤال : - شكون فيكم سميتو علي هرماس ؟ سؤال غريب ينم عن سداجة الواقف بالباب أمامنا، هكذا حسبناه وفهمناه انطلاقا من هندام الشخص السائل وطريقة وقوفه وتقديم السلام وإلحاقه مباشرة بالسؤال دون انتظار واجب رد التحية كأنما هو في عجالة من أمره ، سؤال غبي لأن الشخص يسأل عن اسم علم مذكر وهو يرى أمامه بالمكتب شخصين من جنسين مختلفين موظف وموظفة. ربما البصر حاضر وقتها والبصيرة مغيبة !!! أسدل بنرفزة بادية إبزيم/سلسلة “جاكيط”حمراء ، دس يده اليمنى داخلها ظننته يتأبط سلاح أبيض ، استل ملف ورقي أخضر مطوي : واش كتسكن ب 160 شارع 20 غشت ؟ - نعم بالتأكيد ، ممكن أن تعرفني بسيادتكم ؟ بدا لي أن السؤال الموجه اليه غير مرغوب فيه من خلال طريقة الجواب وبالأحرى أن يكون له محل قبول سماعي في أذنيه. - أنا كاتب الضبط من المحكمة ، عندك استدعاء من شي واحد سميتو حميمو!!! بنرفزة ظاهرة يطرح الملف بعنف دون استئذان وجرأة زائدة عن اللزوم وغلظة وجسارة في التصرف فوق مكتب عملي رغم أنه يرى أو تجاهل عن قصد ، أن المكتب في تلك اللحظة التي حضر فيها فوقه ما يكفي و زيادة من الوثائق والمطبوعات الإدارية الداخلية الخاصة التي تهم طبيعة وظيفتي المهنية كنت لحظتها بصدد تعبئتها ؛ يسرح الملف الذي يلتمس لربه السراح المؤقت من عنف كاتب الضبط – بذكره – بعدما لفه بقوة قبل هذا حتى تداخلت بعضها ببعض أوراقه الإدارية المختومة بطابع كبير مستدير أزرق واعتقله داخل “جاكيط” وأطبق عليه جناحي الرحمة وأحكم إغلاق الزنزانة بالإبزيم الحديدي المسنن ؛ شرع في البحث / التفتيش عن الإستدعاء المشؤومة التي أبت الظهور له وأصابعه مرتبكة لأنه على ما يبدو كان متوترا ، بسبب نرفزة بادية على محياه وجبين مقطب . - حميمو !! معذرة ، ليست لي سابق معرفة أي شخص بهذا الإسم ! ثم هممت واقفا بعدما دفعت الكرسي خلفا بلطف ، مضيفا له أنني في مقر عملي لأنصرف معه على انفراد قصد استجلاء الأمر فيما بيننا. فجمع أوراق الملف المبعثرة دفعة واحدة هي في الواقع وثائق قضائية رسمية بها يتقرر مآل العدالة ومصير قضايا المواطنين ، ودون ترتيبها لف الملف بعنف ثانية واستدار لي الظهر ، رمى خطوتين وصاح بأعلى صوته : - تنقسم ليك بالرب يا لا نتا تسلمها مني وجري جراك !!! قبل أن يعود ليضيف - ونزيدك تنقسم ليك بالله حتى ندير ليك فيها رفض التسليم !!! ويده اليمنى تلوح كأنه في ساحة الوغى صدمنا في المكتب مقر العمل لهذا التصرف المستهجن وهذه الإهانة والتهديد بالشطط في استعمال السلطة الذي جرى علانية على مرأى و مسمع زميلة العمل بالمكتب والتلاميذ والأساتذة بالأقسام المجاورة رغم أنه لم يكن هناك دواعي تذكر أو أسباب مستفزة تتطلب رد فعل بهذا الحجم ومن هذا النوع ، اللهم إذا كان السيد كاتب الضبط العنتري خرج متشنج الأعصاب من مقر عمله بالمحكمة الإبتدائية بتارودانت ولم لا من منزله ! لقد صعقت أنا شخصيا أن يصدر هذا عن موظف عمومي مسؤول ، تابع عمليا لإدارة عمومية يفترض فيها شيم النزاهة وأخلاق التجرد المهني وليس استغلال النفود والتهديد والوعيد لأنها ترعى العدل وتكفل الحقوق على حد علمي المتواضع وما يطنب آذان المستمعين يوميا عبر وسائل الإعلام هذه الأيام . للأسف يبدو أن كاتب الضبط المعني رافض للمهمة الموكولة له ، يقوم بها كأنه مكره مرغم غير راض ولا متقبل لوضعيته الإدارية التي ناضل ولا زال من أجل تحسينها الشرفاء من طينته ، وأدى البعض منهم الثمن غاليا ودفعه إقتطاعا ماديا من الأجرة ، وتضامن معنويا معهم سابقا السادة القضاة بتعليق عقد الجلسات ، لنجد ضمنهم اليوم للأسف والحسرة الشديدة من يحطم ويهدم عن قصد وإصرار وتبصر مع حالة العود – ديما هكذا كما قيل لي- ويستخف بالوثائق الإدارية الرسمية عبر لفها ويستهين بالمواطنين من خلال استصغارهم واحتقارهم ، وهذا ما استنتجته من خلال ردود أقوال من مصادر داخل مكاتب المحكمة الإبتدائية بتارودانت نفس اليوم ، بحضور محامي الخاص الذي ينوب عني في بعض الملفات القضائية بهذه الإدارة العمومية التي عرفت تغييرا جدريا وتحسنا ملحوظا في الأداء بدءا بشعار” القضاء في خدمة المواطن” المعلق بالبهو على جدار مكتب السيد رئيس المحكمة ، ثم لوحات كتابة التشوير فوق الأبواب وإشهار توقيت انطلاق العمل بجانب كل مكتب و كاميرا المراقبة وحراس الأمن الخاص ومكتب استقبال لتوجيه الزوار بالمدخل الرئيسي وصولا الى الخدمة الجيدة عند جميع الموظفين داخل المكاتب المشرعة الأبواب ليبقى كاتب الضبط المعني يشكل نقطة سوداء بتصرفاته الرعناء. للتذكير صدر يوم 22/02/2013 حكم قضائي استعجالي ملف عدد 233/13 أمر عدد 233/13 ثم تبليغه إلي يوم 26/02/2013 منطوقه عرض مستحقات مالية … تكلف أحد المفوضين القضائيين بإبلاغ القرار والشيك البنكي إلي بعنوان مسكني الشخصي المسطر في القرار ، دق جرس البيت على الساعة الثانية والنصف زوالا أجابته سيدة المنزل حيث قدم نفسه بأدب واحترام لربة البيت على مسافة محترمة من الباب ، مطمئنا إياها أن الأمر خبر خير لا غير مبلغ مالي مهم ، أجابته أنني في العمل يمكنه المجيء عندي ، ليعتذر إليها بأدب مرة ثانية أنه ملزم التقيد بمسطرة التبليغ في عنوان السكن الشخصي المسطر في الحكم وليس مقر العمل، وضرب موعدا على الساعة السادسة مساء حيث عاد في الوقت المحدد. انعم به وأكرم من مفوض القضاء ومساعد العدالة !!! رغم توفر كافة العناصر لوضع شكاية لدى النيابة العامة و سلوك مسطرة التقاضي لرد الإعتبار ، فضلت عن رفعت خلق متسامح تسجيلها لدى رئاسة كتابة الضبط احتجاجا على الإهانة والتصرف الرعوني والجسارة التي تعامل بها معي كاتب الضبط أمام الغير و أثناء مزاولتي لعملي، علما أن مهمته تتطلب منه ضرورة الإلتزام والتقيد بمضمون المسطرة القضائية والتبليغ قانونيا في عنواني الشخصي المسجل بالإستدعاء والمسطر كذلك بمذكرة استئناف الخصم وليس مقر العمل أثناء أدائي لواجبي المهني . في الغد ، الجمعة 08/03/2013 على الساعة 9 والنصف صباحا ، تم استقبالي أحسن استقبال في مكتب رئيس كتابة الضبط وهو عرف عمل ، حظي به كذلك رغم الضغط من سبقوني دون انتظار، لتقديم الخدمة للمواطنين المرتفقين ولبيت طلبات المحامين واستفسارات الموظفين ، في تلك اللحظة تصل موظفتين بهندام أنيق وابتسامة رقيقة ووجه بشوش ،عكس تقاسيم وجه كاتب الضبط وهندامه أمس ، يسلمن هدية بسيطة صغيرة ذات دلالة عميقة كبيرة ، وردة حمراء طبيعية بدون أشواك طبعا ملفوفة برفق وعناية في ورق بلاستيك شفاف حفاظا على نظارتها و جماليتها عكس الوثائق بملف كاتب الضبط ، يقدمنها بلباقة نسوية لزملاء العمل بالمحكمة فيما شخص مرافق خلفهن يحمل علبة ، يوزع قطع الشكلاطة من النوع الجيد الممتاز : المناسبة تخليد عيد المرأة الذي يوافق ذكرى 8 مارس ؛ يبدو لي أن الإحتفال الرمزي سبقه تنسيق جيد واستعداد محكم ليتم إخراجه في أحسن وأرقى صيغة نسوية لبقة دون ارباك سير العمل بالمحكمة ، قدمت لهن التشكرات والتهاني في عيدهن الأممي وأضفت مازحا : نحن الآن جميعا نتواجد بالمحكمة واليوم ذكرى 8 مارس الكلمة للنساء والحكم بيدهن ، رجاء منح الرجال السراح المؤقت وتمتيعهم بظروف التخفيف !!! هنيئا لهم كافة على جو المودة والأخوة و الإحترام والتقدير المتبادل في العمل ، هنيئا لطاقم الموظفين بالمحكمة الإبتدائية بتارودانت على التفاني في القيام بالواجب على أكمل وجه رغم تواجد خدش على الخد .