على هامش فعاليات النسخة السادسة من “معرض أكادير الدولي للطوابعية والعملات” الذي تنظمه جمعية هواة الطوابع البريدية لأكادير والجنوب ما بين 06 و 10 مارس 2013 احتفالا باليوم العالمي للمرأة، عاش مقر جمعية إليغ بحي النهضة مساء اليوم الجمعة 08 مارس وقائع مائدة مستديرة حول موضوع “الطابع البريدي شاهد على العصر”. حضر هذا اللقاء ممثلو الوفود المشاركة في المعرض وأعضاء ومنخرطي الجمعية المنظمة. دارت أطوار المائدة حول الدور الفعال الذي يلعبه الطابع البريدي حيث أنه لم يعد ضريبة أو دخلا للدولة أو الفرد أو أجرة نقل وأكثر من مجرد قصاصة ورقية صغيرة توضع على الطرود والمغلفات والمراسلات، بل أضحى من أهم الصيغ الثقافية والحضارية التي تؤرخ لأحداث ومراحل هامة من التاريخ، من خلال صور لمواقع سياحية، وبصمات ثقافية، ومآثر تاريخية على امتداد الوطن. فهو وثيقة ترسم معالم وملامح العصر، وتصور لوسائل جميلة من التواصل الإنساني. ففي المغرب مثلا يستطيع الطابع البريدي رصد التسلسل الحضاري والمعماري خلال قرن كامل، حيث تسجل لنا ذاكرة الطوابع البريدية تاريخاً كاملاً من اعتزاز الشعب المغربي بأرضه ووطنه، وافتخاره بثقافته وتراثه، واهتمامه بأمجاده وحضارته. فهي طوابع بريدية لا تعبر عن ذكرى لمكان أو لمشهد أو لحظة تاريخية فحسب وإنما هي أيضاً شاهد على العصر الذي صدرت فيه، ووسيلة تجسيد لوقائع تاريخية، وتوثيق لمعالم حضارية، وسياحية، وأثرية، وجوانب من العادات والتقاليد. فهي بذلك تشكل جزء من التراث المادي المغربي الذي وجب الحفاظ عليه كما تعتبر من أجمل الطوابع البريدية من حيث الشكل والمضمون بل أكثر من ذلك تعد تقنيات إصدارها الأكثر تطورا على الصعيد الدولي. وأبانت مداخلات المشاركين روح المسؤولية التي يتحلون بها في النقاش معتبرين أن الطوابعية في العالم العربي لاتزال تعاني مشاكل جمة وجب تخطيها من خلال إبداء إرادة قوية من طرف الدولة من أجل الإرتقاء بها وتأطير ودعم الهواة عبر العالم العربي حتي يعاد الاعتبار للطابع البريدي، وتنشر ثقافة الطوابعية في صفوف المواطنين والمهتمين بالتراث والتاريخ على حد سواء مادام الطابع البريدي يوثق المراحل الحضارية، والتاريخية، والسياحية، ومادام سفيرا طائرا يجوب الدنيا حاملاً ثقافات الأمم، فضلا عن كونه زينة وخزينة. كما استنكر الجميع ما أقدمت عليه شركة بريد ليبيا من إعدامها وحرقها لمجموعة هائلة من الطوابع البريدية التي تحمل صور العقيد معمر القذافي والطوابع التي تمجد نظامه والتي تقدر قيمتها بثلاثمائة وأربعة عشر مليون دينار ليبي، على عكس ما تم بالعراق حيث احتفظ بالطوابع التي تؤرخ للعهد الملكي والذي ازدهرت فيه الطوابع البريدية بشكل ملفت. في معرض مداخلاتهم أكد مجموعة من المتدخلين أن تصميم الطوابع البريدية أضحى مسيسا ولم تعد بالطابع البريدي تلك القيمة الفنية والجمالية المعهودة فيه، كما تحولت معه مؤسسة البريد إلى مؤسسة مالية وتجارية بامتياز. وفي ختام أشغال المائدة المستديرة تقدم المتدخلون بمجموعة من التوصيات ذهبت كلها نحو الدعوة إلى تشكيل اتحاد عربي مفعل لهواة الطوابع على غرار الاتحاد العالمي لهواة الطوابع، والاتحاد الأسيوي لهواة الطوابع، وتشجيع الشباب ودعمهم للإرتقاء بالطوابعية من خلال تنظيم معارض ومحاضرات. كما أن نشر ثقافة الطوابع البريدية واحتواء هواة الطوابع البريدية وتأطيرهم وتكوينهم في طرق وكيفيات الحفاظ على الطابع البريدي باعتباره تراث مادي بات ضرورة ملحة. أما عن الدولة فهي مطالبة بتوفير لوازم الهواة وتحسين مجموعات الطوابع البريدية، كما أن وزارة التربية والتعليم مدعوة إلى إدراج الطوابعية داخل مقرراتها الدراسية، ودعم نوادي الطوابعية داخل المؤسسات التعليمية لأنها النواة الأولى لترسيخ هذه الثقافة ومنها للحفاظ على هذه الثروة التي لاتقدر بثمن. والاعلام بدوره مدعو للإنخراط في مسلسل تنمية ثقافة الطوابع البريدية من خلال ماقع خاصة بالموضوع من جهة ، ومن جهة أخرى الالتزام بتغطية التظاهرات المحلية، والجهوية، والوطنية، والدولية المنظمة حول الطوابع والعملات لما تحمله من دلالات عميقة تهم السيادة الوطنية، وتوثق لمراحل تاريخية، وتجسد التنوع الثقافي والحضاري على حد سواء. مادامت بالمغرب مجموعة من جمعيات هواة الطوابع البريدية، فتدخل الدولة لتأسيس فدرالية للجمعيات تستطيع إقامة معارض بالمقاسات الدولية يعد مطمحا لابد أن يرى النور، كما أن المعارض التي تقيمها الجمعيات الفاعلة تحتاج إلى دعم حكومي كبير يسمح بدعوة واستقبال وإيواء الوفود المشاركة. وفيما يخص تصميم الطوابع البريدية فلابد له أن يلبي رغبات الهواة ويشمل التنوع الثقافي، والحضاري الذي يتميز به البلد. ورفعت أشغال هذا اللقاء على الساعة السابعة مساء.