على مدارعقود طويلة استشهد الكثير من البشر من حول العالم، بطيور النعام، للإشارة إلى أن هروب البعض من مواجهة أزماتهم، يشبه بذلك طريقة النعامة في تجنب مواجهة الاعداء حين تضع رأسها في الرمال خوفا منهم.. وهي تظن أن بتلك الطريقة لا يمكن للأعداء أن يرونها، بما أنها لا تراهم، ما يشير إلى أنّ المشّبه به لا يتّصف بالجبن فحسب، بل كذلك بالغباء الشديد. قد تكون حالات فردية اجتماعية هنا وهناك.. لكن أن تتسرّب مثل هذا التشبيه إلى تدبير أمور وشؤون دولة ففي الأمر ما يدعوا إلى الإستغراب حدّ الشفقة على مستقبل هذا الكيان.. ولعلّ الطريقة التي قوبلت بها دعوة عاهل البلاد محمّد السادس إلى الرئيس الجزائري في إعادة النظر في مسألة إغلاق الحدود وبدء الحوار حول مختلف القضايا والمشاكل.. وو.. لا يمكن وصفها إلاّ بالجبن والغباء والخبث.. فهي دعوة رسمية مباشرة وفي خطاب العرش وبرمزيته الحضارية والتاريخية أيضاً.. تقتضى الأصول والأعراف الدبلوماسية الجواب باسم الرئاسة الجزائرية المعنيّة بالدعوة باعتبارها أعلى هرم الدولة.. تقتضي الشجاعة الأخلاقية أيضاً والثقة في مؤسسات الدولة والوضوح في الرؤية والموقف الجواب على الدعوة بما يخدم مصالح دولتك طبعاً.. لا شيء من هذا الرئيس.. وبكل النياشين المحيطة به.. ولا شيء يمنعه هو وشلته في أن يدبلجوا بيانا رئاسياً ويرفضون فتح الحدود.. بل ويعبرون عن كل موقفهم العدائية اتجاه المغرب.. لا شيء يمنعه بالقول بأن موقفنا من الصحراء لن يتغيّر.. ومع (الجمهورية الصحراوية ) ظالمة أو مظلومة.. لا شيء يمنع القوة الإقليمية من التعبير عن موقفها وفي العلن وجهرا وأمام المنتظم الدّولى..وبصوت جهوري ( لن نفتح الحدود) لن يستطيعوا.. لأنّه جبناء.. خائفين مترددين يبحثون عن وكلاء للإجابة عن موقفهم بطريقة غير مباشرة.. كما هو منشور بوكالة الأنباء الجزائرية الناطقة الرسمية لهؤلاء عبر بيان لماسمّي بالجمهورية الصحراوية.. وايضا عبر منصة إعلامية "ألجيري باتريوتيك" المقربة من الدوائر العسكرية بالتعليق بعنوان مثير على الخطاب الملكي "محمد السادس يتخلى عن الماك ويطلب ضمنيا العفو من الجزائر" لماذا كل هذه الأقنعة.. والتلوينات التي لا تليق بأسلوب وأخلاقية رجالات الدولة.. وهل فعلاً نحن أمام جهازدولة كما هو متعارف عليها أكاديمياً.. أم أمام عصابة.. فالجرأة سمة رجل الدولة وخاصة الرئيس.. والوضوح في الموقف والعلن عليه والدفاع عنه هو ما يخلق الفرق بين الدول منذ البارحة قبل اليوم.. أعلنوا موقفكم أيها الجبناء.أيّاً كان هذا الموقف.. لكن سيشعرنا والعالم أننا أمام دولة.. لا أن تكونوا كذاك الذي يسبّ الناس وراء الستار.. و الأقنعة.. فالشجعان هم القادرون على الذهاب إلى طاولة الحوار وطرح كل الملفات العالقة.. العقلاء والحكماء من يذهبون إلى المستقبل من أجل القادمين من الأجيال داخل الفضاء المغاربي.. القادة الكبار من يمهدون الطريق إلى ذلك بإزالة كل ترسبات الماضي وتراكماتها ال سلبية في النفس والذاكرة.. لأن التقدم نحو الأفضل لا يتم إلا عن طريق التغيير، بكسر الجمود والتحجر.. هي روح دعوة عاهل البلاد باسم الشعب المغربي قاطبة وترجمة لأواصر الإخاء والتضامن بين الشعبين خاصة ونحن نتابع بعض مظاهر قلة الحاجة والفقر التي يعيشها الشعب الجزائري في أغلبية مناحي الحياة وتحت هذه الظرفية الوبائية.. وأن كان الأمر طبيعياً فهي هرم دولتهم جبناء يصدق عليهم القول ( من لاخير له في أهله.. لا خير له في غيره).. لا يواجهون بل يتوارون عن الشُجعان خوفاً منهم. تعيشون كالعصابة على الكذب ويسترزقون بالافتراء. لا رجولة لديهم ولا مروءة.. بصدق كم كنت سأحترم هذه النياشين لو تجرّأتم وباسم مؤسساتكم وبصريح العبارة ( لن تفتح الحدود) لأنّ هذ الوضوح سيجعل الجميع واضحا في مواقفه.. وفي قراراته.. وسيسجّل التاريخ أن المغرب انتصر إلى عين العقل والحكمة والتبصر في إنقاذ الجزائر وشعبها.. لحظة قيادة الجنيرالات لأمور تدبيرها.. هي نياشين برّاقة فوق جثث جبناء..