أعلن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، لبعض حلفائه في الأغلبية، الذين جدد اللقاء بهم، الأسبوع الماضي، رغبته في استمرار حزبه في الحكومة، عكس ما يتم الترويج له على نطاق واسع من طرف نشطاء حزب العدالة والتنمية. مقابل ذلك، فقد شدد شباط على ضرورة إخضاع الحكومة إلى تعديل يقضي بهيكلة جديدة، وتقليص عدد أعضائها من خلال إلغاء بعض مناصب الوزراء المنتدبين لدىرئيس الحكومة، أبرزهم إدريس الأزمي الوزير المنتدب لدى وزير المالية والاقتصاد المكلف بالميزانية، إذ قال في أكثر من مناسبة، إن الوزارة نفسها لا يمكن أن تسير برأسين، وكرر المطلب نفسه خلال اجتماع لنقابة مقربة من حزبه، السبت الماضي. و ذكرت يومية “الصباح” أن شباط شدد على التضحية بالوزراء المنتدبين أو ترقيتهم إلى منصب وزراء، مع الدفاع عن يوسف العمراني الوزير المنتدب في الخارجية، مع استعداده التضحية بعبد اللطيف معزوز الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج، كما يفضل الأمين العام لحزب الاستقلال أن يرتقي الضريس إلى منصب وزير الداخلية، على أساس أن يخرج العنصر من الحكومة، لأنه يجب في نظره أن يظل الأمناء العامين للأحزاب بعيدين عن الحقائب الوزارية، وأن يتفرغوا للشؤون التنظيمية لأحزابهم، وهو وعد قطعه على نفسه خلال الترشح للأمانة العامة للحزب ... و أكد شباط بأنه غير متحمس لاستوزار الأشخاص المقربين منه نظير الكيحل و ولد الرشيد وكنزة الغالي ورحال المكاوي من جانب آخر، أرجع حميد شباط، الأسباب الحقيقية لخلافه مع رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران إلى أربعة أحداث حولت التحالف بين الحزبين الرئيسيين في الأغلبية الحكومية إلى صراع يكاد يعصف بالحكومة الحالية. وأول الخلاف حسب إفادات مقربين من الأمين العام لحزب الاستقلال، عدم تهنئة بنكيران لشباط بعد انتخابه أمينا عاما للحزب، رغم أنه استقبل من قبل جلالة الملك. وتلقى التهاني من باقي الفرقاء السياسيين، والسبب الثاني أن بنكيران قال لشباط خلال اجتماع للأغلبية في صيغة الممازحة” أنا لا أنام منذ أن تم انتخابك أمينا عاما”، ففهم شباط أن بنكيران لا تخلو تصرفاته وتصريحاته من أسلوب معتاد في السياسة وهو “تقطير الشمع”. السبب الثالث، أن بنكيران طالما طالب شباط بأن يكف عن الحديث والتعليقات المزعجة وأن يكتب مطالبه، وما يظهر له من عيوب التحالف، فلما صاغ المذكرة التي وجهها إلى رئاسة الأغلبية رفض بنكيران حتى مجرد مناقشتها. ورابعهم عدم تهنئة توفيق حجيرة عندما تم اختياره على رأس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، وهو المنصب الذي احدث لأول مرة على غرار ما هو معمول به في العدالة والتنمية.