احتضنت كلية اللغات والفنون والعلوم الانسانية بمدينة آيت ملول ندوة علمية حول موضوع ” فنون وتراث المغرب : قضايا ومقاربات ” وذلك يومه الثلاثاء 4-2-2020 بقاعة المحاضرات بذات الكلية ,وذلك بحضور مجموعة من الخبراء والمختصين من المغرب ودولة مصر,بالاضافة الى مجموعة من الطلبة الباحثين والمهتمين بالتراث والمعمار وتاريخهما. حيث تناول الكلمة في البداية عميد الكلية الذي رحب بالحضورسواء خلال الندوة هاته ,أو خلال الأنشطة الأخرى والورشات التي أقيمت في يوم سابق ,ليتدخل بعدها ممثل اللجنة المنظمة للنشاط الدكتور البشير أبرزاق الذي تحدث عن ظروف اقامة هذا النشاط وعن المؤتمر الدولي المزمع عقده يوم 31/3/2020 بذات الكلية.ليشرع المشاركون في القاء مداخلاتهم حيث ألقت الدكتورة شروق عاشورمن مصر مداخلتها, التي أكدت خلالها على أن العمارة هوية وحضارة ووعي بالانتماء, من خلال نماذج تمكن من التعرف على التاريخ الصادق.هاته العمارة التي أكدت أنها تنصهر مع التقاليد والقيم معتبرة أن البحر الأبيض المتوسط به عمارة متنوعة تقود الى الاحساس بالانتماء, ومذكرة بأنواع العمارة سواء الدينية (المسجد المدرسة كنموذج) التي نشرت المذاهب الأربعة ,ثم العمارة الحربية(الرباطات كنموذج) وكذا العمارة المدنية(كالحمامات وتجمعات التجار والصناع). أما الدكتور أحمد الشيخي أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة ابن زهر بأكاديرفقد تناول في مداخلته تأثير العمارة المغربية في الأندلس والذي أكد أنه خلال زيارته لاسبانيا أثار اهتمامه مدينة توجد بها آثار اسلامية ,والكنيسة التي كانت مسجدا ومازالت بها كتابة قرآنية على الجدران على الطريقة المغربية, بالاضافة الى دورالخرجات الميدانية بمنطقة واحات الجنوب الشرقي (واحة ايشت نموذجا) في التعرف على نموذج معماري كاكودار التي تتعدى كونها مخازن جماعية الى اعتبارها أحياء محصنة, ومتحدثا عن بصمة المرابطين في نقل المعمار المغربي للأندلس كالمدن المحصنة بأبوابها المتعددة –كالتي توجد في سكوبيا (أسقوبيا)- موجها الأنظار الى ضرورة الحديث عن الحضور المعماري المغربي بالأندلس بالاضافة الى الحضور السياسي. مع توصيته باعادة قراءة تاريخ المغرب قراءة معمارية.في حين أن الأستاذ البشير أبرزاق وهو أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة ابن زهر بأكاديرفقد انتقل من العام الى المحلي في مداخلته من خلال دراسة صنف من أصناف المساجد في مجال باني , مقدما مدخلا تاريخيا ومنهجيا يبرز من خلاله نظرة عامة حول مؤسسة المسجد وحضوره في تاريخ المغرب , اذ تجمع مصادر الفترة الوسيطية أن مسجد القيروان الذي بناه عقبة بن نافع الفهري كان النواة الأولى للمساجد بالغرب الاسلامي, والتي كانت رمزا لقوة وهيبة الدولة والسلطان الذي أنشأها وأقامها. وكذا اعتبار المسجد كمركز للدعوة والتعليم وفضاء للتجمعات القبلية كمنطقة آمنة تمارس فيه اجتماعاتها ,ومعززا مداخلته بالباحثة جاك مونيي التي تناولت جبل باني الغربي وواحاته السبع من تمنارت الى فم زكيد , ومؤكدا على دور التراث الثقافي كمدخل لدراسة تاريخ واحات المنطقة. دون أن ينسى الدكتور أبرزاق ذكر أمثلة لمساجد بالمنطقة واسم مؤسسيها والسمات والخصوصيات التي تميز كل مسجد منها (ارتباط بعضها بالزاوية وتسيير أخرى من طرف نساء المنطقة) قبل أن يختم مداخلته بالتأكيد على أن التراث يعكس الهوية التاريخية لسكان المنطقة.باعتبار أن العمارة الدينية بباني تعد ذاكرة حية لتاريخ المنطقة مع ضرورة استثمار الموروث المعماري لاعادة بناء تاريخ هذا المجال. أما الأستاذ محمد بومزكو فقد تناول خلال كلمته موضوع التراث والتسويق المجالي : مجال تزنيت نموذجا مبرزا كيفية تعبئة المنتخبين للاستثمار في التراث في اطار استحضار الهوية والقيم ,مارا حول محطات تاريخية لتزنيت وموضحا دور السلطان الحسن الأول في رقيها من مدشر الى حاضرة وهي التي تميزت بسورها الذي يعتبر آخر سور بالمغرب أقيم سنة 1882م,ومشيرا الى أن المهرجانات التي تقام بتزنيت هي مهرجانات تراثية كمهرجان امعشار ومهرجان الفضة. الندوة العلمية التي سيرتها الدكتورة لطيفة شراس وقدمت لها, مرت لاشراك الحاضرين الذين تناولوا الكلمة وطرحوا أسئلة أجاب عنها الخبراء بكفاءة.