باشرت الفرقة الأمنية التي بعثتها المديرية العامة للأمن الوطني، بشكل استثنائي، لجهة سوس ماسة، تنفيذ تدخلاتها الزجرية المدروسة والفعالة منذ بداية الأسبوع بمختلف تراب الجهة. وتتشكل الفرقة المتخصصة التي تضم ما يناهز 350 عنصرا، من عناصر الفرقة الوطنية والشرطة القضائية والاستعلامات والأمن العمومي، مزودة بمعداتها ووسائلها اللوجيستيكية المتطورة. وجاء إرسال الفرقة الأمنية من العاصمة الرباط، مباشرة بعد أن عقدت المديرية العامة للأمن اجتماعات عمل مع مسؤولين بولاية أمن أكاديربالرباط، حول الوضعية الأمنية بمدن وقرى الجهة، ووضع خطة أمنية محكمة وفعالة تشمل مختلف المناطق الحضرية والقروية بالجهة لتنقيتها من المجرمين. وتروم عاصفة الحملة الأمنية التي يشرف عليها من أكادير، محمد الدخيسي مدير الشرطة القضائية بالإدارة المركزية بالرباط شخصيا، والذي يشغل منصب مدير مكتب الأنتربول بالمغرب، رفقة مسؤولين من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، معالجة أزيد من 450 ملفا قضائيا عالقا ما بين السلطات القضائية والأمنية والدرك الملكي. وترتبط هذه الملفات العالقة التي يجري فك طلاسمها بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بمئات الفارين من العدالة والمبحوث عنهم وطنيا وجهويا ومحليا، سبق أن تورطوا في جرائم مختلفة. وتتعلق بالاتجار في المخدرات والممنوعات والقتل والضرب والجرح وإصدار شيكات بدون رصيد، وغيرها من الجرائم.
هذا، و كشفت التحقيقات التي أجرتها الفرقة مع العشرات من المعتقلين بأكادير وأورير وتغازوت والدراركة وواد سوس وتاراست وغيرها، تواطؤ أطراف أمنية ودركية وقضائية في التستر على المجرمين لحمايتهم. ويرتقب أن تعصف الاعتقالات المسترسلة لتجفيف الجهة من المجرمين المبحوث عنهم أو غيرهم بعدد من المسؤولين بمختلف درجاتهم، في الأمن والدرك الملكي والقضاء. وجاء الإنزال الأمني بولاية الأمن بأكادير، بعد أن أصبحت الجهة ملاذا ومخبأ آمنا للفارين من العدالة والمبحوث عنهم وطنيا ودوليا، إذ يستقرون بهوامش عاصمة سوس، بكل من آيت اعميرة ومنطقة اشتوكة بالضيعات الفلاحية وبالدراركة وأورير وتغازوت وتكوين والدشيرة وإنزكان وآيت ملول والقليعة. كما سبق أن طالبت مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر «هاشتاكات» تحمل رسائل للسلطات الأمنية مركزيا ومحليا وجهويا، بالتدخل لتوفير الأمن، بردع المجرمين والمعتدين على المارة وممتلكاتهم. وتشن الفرقة الخاصة حملاتها الأمنية المدروسة، مستعملة وسائل تكنولوجية متطورة لرصد مواقع وجود المجرمين، إذ نفذت العشرات من المداهمات، همت أوكار الإجرام بالنقط السوداء بعدد من المناطق والأحياء والأزقة التي يختبئ بها المبحوث عنهم.
في هذا السياق، أسفرت الحملة التمشيطية التي نفذتها بوادي سوس، فرقة تتشكل مما يناهز عشرين عنصرا، معززة بسيارات خاصة، (أسفرت) عن اعتقال المدعو “صعصع”، أحد أباطرة المخدرات، أثناء محاولة فراره. وكان موضوع العشرات من برقيات البحث الوطنية، أصدرتها الضابطة القضائية للدرك الملكي والشرطة. كما تم اعتقال عدد من مساعديه وحجز كمية هامة من المخدرات. واعتقلت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، بناءً على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الاثنين الماضي، ثلاثة أشخاص، منهم مواطنون من بلد أو بلدين افريقيين، للاشتباه تورطهم في قضية تتعلق بحيازة المخدرات الصلبة والاتجار فيها. وجرى توقيف المواطن المغربي على خلفية البحث الذي تباشره مصالح الشرطة بكل من أكادير وتيكيوين في قضية تتعلق بالاختطاف والاحتجاز، قبل أن تكشف الأبحاث والتحريات عن ضلوعه في ترويج المخدرات الصلبة.