حاصر العشرات من ساكنة ايمي مقورن ضواحي اشتوكة ايت باها، صباح يوم الثلاثاء الماضي، موكب عامل الإقليم الذي كان في زيارة رسمية للإشراف على حفل اختتام الموسم الديني السنوي «تنالت»، في خطوة منهم للفت أنظار مسؤول الإقليم إلى مشاكلهم المتفاقمة مع قوافل الرعاة الرحل، الذين حولوا حياة ساكنة المنطقة إلى كابوس مرعب يتجدد مع بداية كل موسم فلاحي. وأضافت مصادر «المساء»، أن السكان المتضررين، شرعوا في بث شكاواهم أمام مسؤول الإقليم، مطالبين إياه بالتدخل قصد مؤازرتهم ووضع حد لفوضى الرعي الجائر الذي يهدد أشجار الأركان، وإنصافهم من الرحل الذين يحلون بأراضيهم الزراعية، تحت ذريعة أنهم يتوفرون على تراخيص قانونية من جهات نافدة تخول لهم الرعي أينما حلوا وارتحلوا، بل ويعمدون أحيانا إلى سبهم وشتمهم واستعمال العنف في حقهم. وأكدت المصادر ذاتها، أنه تم الإنصات إلى شكاوى المتضررين، كما قدم عامل الإقليم وعودا، تروم إيجاد حلول جذرية وآنية لمشاكل الرحل، تحول دون إحداث أضرار بالأراضي المحروثة، وذلك بالتنسيق مع ممثلي السلطات المحلية والقوات العمومية بالمنطقة، في خطوة استباقية لمنع هؤلاء من الاستقرار بأملاكهم الزراعية. وجدير بالذكر أن العشرات من الرحل حلوا بعدد من المناطق الجبلية بآيت باها، مؤخرا، الأمر الذي تسبب في ضياع المجهودات التي قام بها المزارعون الصغار منذ انطلاق الموسم الفلاحي، وأفاد عدد من ساكنة المنطقة في هذا الصدد بأن آمالهم تبددت بعدما هاجمت الإبل مجددا أراضيهم الزراعية وأملاكهم حتى تلك الموجودة بجوار منازلهم السكنية، مما جعلهم يفكرون في التخلي عن حرث ما تبقى من أراضيهم الزراعية بسبب الأضرار التي تطال محاصيلهم الزراعية. وأضاف هؤلاء في تصريحاتهم أن قطعان الإبل باتت تهاجم حتى بعض المحميات المسيجة من طرف مصالح المياه والغابات في أوقات متأخرة من الليل، والتي يستفيد منها أهالي المنطقة في جمع محاصيل شجر الأركان كمحمية (إكنان)، خاصة أن مثل هاته المحميات تشتهر بوفرة محاصيل شجر الأركان بها بفعل منع رعي المواشي بها خلال السنوات الماضية. وأكد المتضررون أن سكان الدواوير بدؤوا يعزفون عن ممارسة النشاط الفلاحي وحرث أراضيهم الزراعية بسبب مضايقات الرحل لهم، وهو ما أدى إلى تقلص نسبة المساحات الزراعية المحروثة سنة بعد أخرى، فيما أضحى بعضهم يفكرون في ترك أراضيهم والهجرة نحو المدن للبحث عن فرص عيش بديلة بعد أن استباح الرحل أملاكهم، كما أضحى جل الأهالي يفضلون التوجه إلى الأسواق المجاورة لاقتناء حاجياتهم من الحبوب.