عرفت الفترة الممتدة من 28 فبراير الى 07 مارس الجاري تساقطات مطرية مهمة لم تشهدها المنطقة منذ 1996 أي ما يزيد 22 سنة من الامطار الغير منتظمة، خلفات ارتياحا نفسيا على محيا ساكنة المنطقة، التي استبشرت خيرا بهذه الخيرات التي انعم بها الله على منطقة سوس ماسة بقدوم فصل ربيع استثنائي بالمنطقة، وجنبت بالتالي اكادير الكبير وضواحيها سيناريو خطير في مجال تدبير الندرة، وأنعشت بالتالي الآمال في موسم فلاحي جيد ونشاط الفرشة المائية وارتفاع في حقينة السدود وعودة الحياة للطبيعة والمراعي. 1- ارتفاع في حقينة السدود بعد عجز مائي وضغط متواصل لمدة سنوات متتالية مكنت التساقطات المطرية الأخيرة والتي فاقت المعدل السنوي بحوالي 35 بالمئة، من انعاش حقينة السدود، حوالي11 سد بجهة سوس ماسة والتي تعدت نسبة الملء %100 بثلاث سدود متوسطة بكل من سد المختار السوسي، وسد أهل سوس، وسد ايمي الخنك. كما عرفت السدود الكبرى ليوسف بن تاشفين في هذه الفترة القصيرة تسجيل كمية تخزين تقدر 11,947 مليون متر مكعب، و 8,690 مليون متر مكعب سد عبد المومن، وسد أولوز كمية تخزين تقدر ب 27.832 متر مكعب، وسد مولاي عبد الله المزود الرئيسي لمدينة اكادير بالماء الشروب بكمية تخزين تقدر 78.899 متر مكعب حيث انتقلت نسبة الملء %29 ، الى %39.7 حيث يبلغ المخزون الحالي حوالي 290.240 مليون متر مكعب، ويبلغ اجمالي كمية المياه المخزونة خلال هذه الفترة ما يقرب 85.146 مليون متر مكعب، بينما يبلغ حجم الاحتياطيات بسدود سوس ماسة ما قدره 614.039 مليون متر مكعب، وبهذه المعطيات فان نسبة بجميع السدود تبلغ حاليا حوالي 42,4% ، وهكذا بحمد الله مكنت هذه التساقطات المطرية من احياء الآمال في الموارد المائية بالمنطقة، والتي عرفت كذلك تساقطات ثلجية لم تشهدها جبال الاطلس الكبير والصغير منذ 1982، وهو ما يساهم بشكل كبير في إنعاش الفرشة المائية وتغذية العيون والآبار. 2- رغم هذه التساقطات نسجل كذلك هدر كميات مهمة بحوالي 37 مليون متر مكعب بعرض البحر من الأمور التي تستأثر باهتمامنا كمنظمة بيئية مدنية هو ضياع ملايين الأمتار المكعبة بالضفاف اليمنى لواد سوس ومنطقة ايموزار ادوتنان، حيث تعرف الضفة اليمنى لواد سوس هدر كمية مائية تقدر بحوالي 32 مليون متر مكعب اثناء فيضان نهر سوس خصوصا مت الاودية والشعاب القادمة من الأطلس الكبير لأربعة اودية كبرى لكل من واد لمداد، واد بوسرويل، واد تاركة، و واد الوعر وواد بني محمد الذي يعرف انجاز سد متوسط بسعة ما بين 20 و30 مليون متر مكعب، ونلح بإصرار كجمعية بييزاج على ضرورة انجاز سدود تلية متوسطة الحجم والسعة على هذه الاودية لتنشيط الفرشة المائية وتوفير الماء للساكنة بالعالم القروي والحد من هدر هذه المياه بعرض البحر، ونفس الامر ينطبق على منطقة ادوتنان التي تعرف هي الأخرى عجز مائي يمكن في حال انشاد سد متوسط او كبير السعة من تخزين كميات مهمة وانعاش الفلاحة والأنشطة المرتبطة بها بهده المناطق التي تعرف كذلك سياحة جبلية وايكولوجية جد مهمة وفي غاية الروعة. 3- هذه التساقطات المطرية خلفت أثار إيجابية على التنمية المحلية والنفسية عند جل المواطنين لقد خلفت هذه الامطار ارتياحا كبيرا في أوساط المواطنين بالمجالين الحضري والقروي ولم تكن لها سلبيات او سجلت خسائر مادية او بشرية، الا بعض الخسائر بالشواطئ نتيجة المد العالي للأمواج او بعض المباني العشوائية التي تتخذ من مكان الاودية فضاءا لتفريخها، وهي أمور طبيعة تحذر منها السلطات والمنظمات المدنية بفعل الالتزامات القانونية، وهنا نسجل العمل الدؤوب في حالات سوء الأحوال الجوية للجنة اليقظة التابعة لولاية جهة سوس ماسة وكل الإدارات الجهوية المعنية في تتبع كل صغيرة وكبيرة على مستوى سلامة وامن المواطنين، وذلك لما تفتضيه روح المسؤولية والالتزام والقيام بالواجب وكذلك التعاون الوثيق بين جمعية بييزاج للبيئة وكل مؤسسات الدولة خصوصا وكالة الحوض المائي سوس ماسة على تبادل المعطيات والأمور المتعلقة بحماية البيئة والموارد المائية بالمنطقة خدمة للصالح العام. ومن الاثار الإيجابية للتساقطات المطرية الأخيرة: على مستوى السدود هنالك زيادة في حقينتها أمنت بفضل الله التزود بالماء الشروب لمدة طويلة، وجنبت المنطقة سيناريو انقطاعات كان سيشهدها هذا الصيف بعديد أحياء باكادير الكبير، وهو ما يقتضي كذلك من الجميع فلاحين وشركات صناعية وعموم المواطنات والمواطنين حسن استهلاك وتدبير هذه النعمة على مستوى الاستهلاك وعدم تبذيرها، كما ستعرف الفرشة المائية كذلك بكل من حوض سوس وحوض اشتوكة انتعاشا مهما بعد حوالي 20 الى 30 يوم على مستوى الابار ونقص نسب ملوحة المياه، بالإضافة الى تغدية العيون، خصوصا بالأطلس الكبير بمنطقة إيموزار ادوتنان والاطلس الصغير كذلك، و من المنتظر ان تشهد المراعي انتعاشا قل نظيره بوفرة العشب والكلاء. ستساهم هذه التساقطات المطرية الى حد كبير في تقليص الضغط على الماء فيما يخص ري المساحات الخضراء بالمدن، والحقول الفلاحية والضيعات، وهو أمر في غاية الأهمية من حيث الاستدامة، حيث رسمت الابتسامة على محيا الكبار والصغار ، املا في انتظار في انتظار قدوم فصل ربيع استثنائي بكل المقاييس ستقضيه الاسر السوسية والضيوف والسياح الأجانب بين أحضان شجر الأركان وعشب الغابات والشلالات والعيون والمناظر الطبيعية الخلابة باكادير ادوتنان، وهو ما يدعو كذلك الى ضرورة التقيد والالتزام بسلوكات احترام نظافة البيئة والمكان، وتجنب تخريب وأتلاف هذه النعم، وحماية الغابات والمناظر الطبيعية التي تزخر بها اكادير ادوتنان./.