سيرا على نهجها في الرصد والتتبع عقدت جمعية بييزاج للبيئة باكادير خلال الأسبوع الماضي اجتماعا لتدارس الوضعية البيئية لواد سوس والأودية المحيطة باكادير وحالة القنص باكادير إدوتنان وأصدرت التقرير التالي: 1- حول خروقات بعض القناصة أثناء فترة الصيد. فبعد التساقطات المطرية التي عرفتها منطقة سوس في الأسبوع الحالي، والذي استبشر بها الفلاحون الكبار والصغار على حد سواء، واستبشرت بها الساكنة القروية بربوع سوس ماسة درعة، ومن خلال المعاينة التي يقوم بها أعضاء الجمعية للعديد من المناطق القروية الجبلية الغير بعيدة عن مدينة اكادير للوقوف على حالة بعض الأودية والغابات ورصد تعامل القناصة مع الطرائد واحترام التنوع البيولوجي بالمنطقة، لاحظ أعضاء الجمعية وجود العديد من القناصة يجوبون مناطق غير بعيدة عن الأماكن الآهلة بالساكنة القروية بالمناطق الجبلية التابعة لعمالة اكادير إدوتنان، كما لاحظ أعضاء الجمعية انعدام وجود مراقبة على الطرقات من لدن مرقبي مديرية المياه والغابات بهذه المناطق التابعة لعمالة اكادير إدوتنان، للتأكد من الكميات المسموح بها للصيد وضرورة احترام قوانين ومعايير السلامة من طرف القناصة، خصوصا أن أحد الرعاة والصيادين أكدوا لأعضاء الجمعية بان هناك بعض القناصة يتجاوزون الكميات والأعداد المسموح بها للصيد، كما أن الصيد يتم في مناطق يتواجد بها المواطنين الذين يقومون بخرجات للتنزه بالمناطق الجبلية وهو ما يخلق ذعرا وخوفا عند الأطفال عند سماع صوت طلقات النار من طرف الصيادين بالاظافة الى مشاهد للصيد التي تخلق امتعاضا ورعبا نفسيا يشجبها الأطفال، بتلك المناطق وخصوصا منطقة “أزرارك” و”أكرض أكلاكال” و”تماعيت أوفلا” التابعة للدراركة وامسكروض، والجمعية في إطار تتبعها ورصدها لهذه السلوكات تدعو السلطات المحلية ومديرية المياه والغابات الى تعزيز إجراءات المراقبة لسلامة المواطنين وحماية الأطفال من مضاهر ومشاهد العنف عبر طلقات النار أثناء التنزه في عطلة نهاية الأسبوع بالغابات، وستر مشاهد الحيوانات والطرائد المصطادة، وحماية الأوساط الطبيعية والبيئة من الاستنزاف بتلك المناطق، كما تدعو جمعيات الصيد والقناصة الى تبني سلوكات ومشاريع بيئية وتنموية مواطنة لفائدة الساكنة والطفولة بهذه المناطق القروية التي يستفيدون من محيطها الطبيعي والحيواني والابتعاد ما أمكن أثناء الصيد عن المناطق الآهلة بالسكان والمواطنين. 2- بخصوص الأودية والشعاب القادمة من جبال الأطلس الكبير . تدعو الجمعية وزارة التجهيز الى الإسراع في إخراج مشاريع السدود التلية لحماية مدينة اكادير ومدن (الدشيرة- وانزكان- وايت ملول) من الفيضانات، والى اعتماد النجاعة المائية وتخزين المياه التي تضيع في عرض البحر دون ان تستفيد منها الساكنة القروية التي تعاني شح الماء والجفاف في فصول الجفاف المستمرة حيث بلغ سعر صهريج الماء بالمناطق الجبلية الجافة 400 درهم لا تقوى على دفعها الساكنة القروية، كما تتسأل الجمعية عن سبب عدم استفادة الساكنة القروية بدوار “تامعيت أفولا” والدواوير المحيطة من مياه سد “تكزا” الذي أنجز وبقي عالقا دون أن تستفيد منه الفلاحة القروية والساكنة الجبلية بتلك المناطق، وتدعو الجمعية الى ضرورة نهج سياسة مائية 3- بخصوص صبيب واد سوس من المياه. لقد شهد واد سوس في الفترة الأخيرة صبيب مياه يكفي لسد حاجيات المنطقة من الماء لأربعة سنوات متتالية من الجفاف، ضاعت كلها في عرض البحر دون أنت تستفيد منها الفلاحة في سوس التي تمارس ضغطا كبيرا على الفرشة المائية، كما برز كذلك ضعف كبير على مستوى البنيات والتجهيزات الأساسية كالقناطر والطرق والممرات بين الدواوير التي تتقطع أوصالها في كل فترة مطرية استثنائية، وهو ما يدل على غياب أية تصور وسياسة مائية وبيئية مستدامة تقوم على النجاعة المائية واستغلال فترات التساقطات المائية لتقوية الفرشاة المائية وتخزين اكبر قدر من المياه في المناطق الجبلية المتعددة والمتفرقة بربوع سوس ماسة، وخصوصا أن المنطقة ناذرا ما تعرف هذه التساقطات التي تتميز بخاصية عدم الانتظام والاستثناء، وقد شهد واد سوس في الأسبوع الماضي صبيبا يقدر بملايين الأمتار المكعبة من الماء وهو ما يكفي لسقي الضيعات الفلاحية بسوس ماسة وضواحيها لأربعة سنوات متتالية باعتماد التقنيات الحديثة في الري والتخزين، وأمام هذه اللامبالاة من طرف الجهات المعنية بإهدار هذه الثروة المائية والتي تعد المنطقة في أمس الحاجة إليها لتخفيف الضغط على سدود يوسف بن تاشفين، وسد عبد المومن وهو ما يقتضي من ممثلي الأمة والبرلمانيين ومن لدن الوزارة الوصية ووزارة الفلاحة ومجلس جهة سوس ماسة درعة الى التفكير الجدي والسريع في اعتماد سياسة النجاعة المائية بسوس، والعمل على تخزين مياه الأودية كمصدر لحماية البيئة و التنمية القروية المستدامة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية.