فككت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، بتنسيق مع الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، وشركات الاتصال، أول أمس (الثلاثاء) شبكة إجرامية متخصصة في القرصنة الدولية للمكالمات الواردة، يتزعمها إسباني، رفقة مغربيين، فيما ما يزال البحث جاريا عن آخرين ينتمون إلى الشبكة الإجرامية نفسها، والتي تتكون من مجموعة من المغاربة من ذوي الخبرة في الاتصالات الهاتفية، من المنتظر أن تصدر في حقهم مذكرات بحث على الصعيد الوطني على اعتبار أنه تم التوصل بهوياتهم. وحسب المعلومات التي توصلت بها «الصباح» فإن الشبكة كانت تضخ المكالمات الواردة على المغرب وتحولها إلى الموجهة إليهم لتستفيد هي من العمولات المفروضة على شركات الاتصالات المحلية جراء كراء القمر الصناعي الذي تستغله الشركات المغربية في شبكتها التواصلية. وتم إيقاف المتهمين بعد سلسلة من الأبحاث العلمية والتقنية على المستوى المركزي بالرباط، قبل تحديد مكان وجود الفاعلين، لتنجز أبحاث أخرى انتهت أول أمس (الثلاثاء)، عندما فاجأت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش إسبانيا صنف زعيما للشبكة، وحجزت بحوزته مجموعة من المعدات الالكترونية تعد بالعشرات، بمركزين أعدهما لاستقبال المكالمات الدولية الواردة، عبارة عن شقتين بكل من حي جيليز وحي المسيرة، ومن بين المحجوزات 1000 شريحة هاتف خاصة بمجموعة من شركات الاتصالات، ومعدات إلكترونية متطورة تستغل في قرصنة المكالمات الهاتفية وتحويلها إلى المستفيدين منها مقابل مبالغ مالية. وينتظر أن تتم إحالة الأظناء بتهم السرقة وقرصنة المكالمات الدولية الواردة، بعد انتهاء فترة الحراسة النظرية على العدالة. وعلمت «الصباح» أن الاسباني، زعيم الشبكة المذكورة، كان يمارس عمله الإجرامي بمراكش منذ مدة، ليتم اكتشافه مع تزايد قيمة الاستغلال للمكالمات الدولية، وما تكبدته الشركات وخزينة الدولة من خسائر مالية كبيرة، قبل إجراء بحث تقني، اعتمادا على معدات متطورة، إذ أن الجريمة تدخل في عداد الجرائم المعلوماتية الجديدة. ومكنت الأبحاث التقنية بالاستعانة بخدمات الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، من الوصول إلى الشبكة التي كان أفرادها يعتقدون أن يد العدالة لن تمتد إليهم نظرا إلى تعقيدات العملية وصعوبة الوصول إليهم بالبحث المجرد. ومعلوم أن هذا النشاط الإجرامي الجديد يمس بصفة مباشرة خزينة الدولة، وذلك بالنظر إلى الحجم الكبير لهذه المكالمات وما تخلفه من خسائر مالية، وتعتبر هذه الجرائم من الجرائم الحديثة، وذلك نظرا للتطور الكبير الذي يعرفه الميدان المعلوماتي الاتصالاتي في هذا الباب. يذكر أن شبكة أخرى كانت أوقفت بالبيضاء قبل مدة، وتتكون من قراصنة عمدوا إلى اقتناء جهاز فارز للمكالمات من الخارج، بمساعدة مغربي مقيم بالولايات المتحدةالأمريكية، واستغلوا معرفتهم بتقنيات الاتصال الهاتفية للنصب على شركات الاتصال الدولية، واتصالات المغرب التي حرموها من مداخيل خدمات تقدمها للزبائن، وأوهموا عددا من شركات الاتصال في العديد من البلدان بأنهم يمثلون شركة متخصصة في توزيع المكالمات الهاتفية بالمغرب، وبثمن أقل من التسعيرة التي تفرضها اتصالات المغرب.