جذرت وازرة الصحة من استعمال أدوية زكام "قاتلة" و معروفة تباع في الصيدليات. في هذا السياق، وجهت مديرية الأدوية والصيدلة، بوزارة الصحة، إشعارات حول أخطار عقاقير مثل "هيميكس" و"دولي ريم" و"أكتيفيد"، وكذا "بينادريل" وأدوية أخرى، إلى المختبرات ومهنيي الصحة، بهدف مراجعة النشرات الداخلية لهذه المنتوجات، وإبراز التحذيرات وعوارض الاستعمال، وكذا التشدد في وصفها لبعض المرضى، وذلك تفاعلا مع تحذيرات مصالح اليقظة الدوائية الفرنسية، بشأن مخاطر تناول أدوية مضادة للزكام وسيلان الأنف، تتسبب في جلطات دماغية وأزمات قلبية مفاجئة للمرضى. وحسب مصادر إعلامية وطنية، فإن تفاعل وزارة الصحة جاء متأخرا، بالنظر إلى تجميد عمل اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية بمديرية الأدوية والصيدلة، التي تبت في قرارات إعلان التحذيرات بشأن الأدوية، وتحيل تنفيذها على المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، الجهة المكلفة بالدراسة التقنية والسريرية للأدوية، موضحا أن العقاقير المذكورة، تستهدف إيقاف سيلان الأنف عند الإصابة بنزلات برد، وتتضمن مادة "فازوكونستريكسيون" (vasoconstriction) التي تعمل على سد الجيوب الأنفية الداخلية، من أجل إيقاف تسرب المخاط، إلا أنها تضر بصحة القلب وتؤثر على عمله. وأضافت المصادر ذاتها، أن الأدوية "القاتلة" مشمولة بقرارات تخفيض الأسعار المعلن عنها تدريجيا من قبل وزارة الصحة خلال السنوات الأخيرة، إذ لم يعد يتجاوز سعرها 20 درهما في السوق، موضحا أن نشراتها الداخلية التي لا يضطلع أغلب المرضى عليها، تحمل قائمة طويلة من موانع الاستعمال، التي تحذر مرضى القلب ومتناولي أدوية أخرى لعلاج الجهاز العصبي ومضادات الاكتئاب من المزج بين الأدوية التي يتناولونها في هذا الشأن، ومن آثار جانبية ومضاعفات في حال استهلاك العقاقير الخاصة بعلاج الزكام وسيلان الأنف. وحذر المصدر من استمرار تسويق مجموعة من الأدوية دون وصفات طبية في الصيدليات، باعتبار مخاطر ذلك على صحة المرضى، خصوصا بعد اكتشاف ارتباط مجموعة من الوفيات بتسممات دوائية، نتيجة الاستهلاك المزدوج والمفرط لعقاقير مختلفة، موضحا أنه في فرنسا، التي ما زالت تطلع بدور المحذر عوض وزارة الصحة للمرضى المغاربة، تم منع تسويق الأدوية التي تتوفر على مادة "الكوديين" بدون وصف طبية منذ يوليوز الماضي. المصدر ذاته أكد أن أدوية مثل "هيميكس" و"طوبليكسيل" الموجودة في الصيدليات، تحوي مكون "إكزوميمازين"، الذي يتسبب في آثار جانبية ومضاعفات عند استهلاكه، تتمثل في النعاس والشعور بالدوار المستمر، وكذا الهلوسة وسيلان المخاط الجاف، موضحا أن المرضى لا يتم توعيتهم حول كيفية تصنيع الأدوية، وارتباط كل عقار موصوف لعلاجهم بتقرير منافع ومضار، يفرض بالضرورة التقيد بمجموعة من الشروط عند الاستهلاك والحفظ. هذا، و تعتزم وزارة الصحة التدخل من أجل سحب مجموعة من الأدوية من رفوف الصيدليات خلال الفترة المقبلة، بسبب التأثيرات الجانبية الخطيرة لها، إذ أكد المصدر تلقي الوزارة تحذيرات من المركز الوطني لمحاربة التسمم، بشأن مخاطر أدوية بعينها، مضيفا أنها ستوجه المصنعين إلى استبدال هذه الأدوية بأخرى في السوق، وذلك في سياق تنفيذ الإجراءات الواردة في نظام تدبير مخاطر الأدوية "pharmacovigilance