لا شك أن ساكنة سمنطقة سوس وبالخصوص ساكنة مدينة اكادير وضواحيها متشوقون غاية الشوق إلى الزيارة الملكية ويتشوفون بفرح شديد إلى اليوم الذي يحل فيه ووفده المهيب بأكادير. وما أن أعلن وانتشر خبر نية جلالته بالقدوم إلى المدينة حتى دبت الحركة على غير عادتها ونزلت البركات وبدأ ظهور الخير والرضى وتساقطت الثمرات في عدد من الأماكن. ففتحت أوراش العمل، ونظفت الشوارع، وسقيت الحدائق وشذبت الأشجار ووضبت الحشائش وغرست بين عشية وضحاها، كما تساقطت أشجار النخيل من السماء وغرست بقدرة قادر. أما الأزهار بشتى أنواعها وألوانها، فحذث ولا حرج. طليت الجدران وابيضت واجهاتها،ونصبت الأعلام من على سطوحها وتمت سفلتة بعض الشوارع وملئت حفرها وعلقت الصور الرسمية للملك في جميع أرجاء المدينة، وباختصار ازدانت مدينة اكادير للتعبير عن فرحتها وابتهاجها بالقدوم المنتظر لصاحب الجلالة رئيس الدولة المغربية. قد لاحظ المواطن العادي، الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، أن السلطات المحلية والمصالح الجهوية قد جندت عددا لا يستهان به من الأيادي العاملة للخدمة ليل نهار وسهرت على ضمان إنجازها على أحسن وجه.