تشكل تنمية المناطق الخلفية بتارودانت محور المعرض الدولي الأول٬ الذي سيحتضنه إقليمتارودانت في الفترة من 15 إلى 17 نونبر القادم٬ بمشاركة عدد من الفاعلين والخبراء المغاربة والأجانب. وأوضح وزير السياحة لحسن حداد٬ في لقاء مع الصحافة نظم مساء أمس الاثنين بالدار البيضاء لتقديم هذه التظاهرة٬ أن هذا المعرض يأتي في وقت يعرف فيه المغرب دينامية مهمة لتنمية عدد من المناطق من خلال استراتيجيات قطاعية ستنعكس إيجابا على الساكنة المحلية٬ مشيرا إلى أن المناطق الخلفية بتارودانت تزخر بإمكانات عديدة في المجالات الثقافية والفلاحية والسياحية لتحقيق هذه التنمية بمساهمة السكان. وأضاف حداد أن جميع الفاعلين٬ بمن فيه المجتمع المدني٬ مطالبين بالاضطلاع بدور في تنمية هذه المناطق التي تزخر بمؤهلاتها المحلية٬ مبرزا أن الخطة التي تم وضعها بقطاع السياحة في أفق 2020 تعتبر أن كل التراب المغربي يزخر بمؤهلات سياحية ينبغي تنميتها. وبعد أن أشار إلى أن تارودانت تتواجد في منطقة زاخرة بإمكانات سياحية ثقافية وبيئية يتزايد عليها الطلب٬ أكد وزير السياحة أن الوزارة بصدد وضع برنامج مندمج للتنمية القروية المبنية على السياحة٬ والهادفة إلى محاربة الفقر في العالم القروي وتطوير الأنشطة المدرة للدخل. من جهته٬ أكد عبد الصمد قيوح وزير الصناعة التقليدية أن هذا المعرض يعد فضاء للالتقاء بين ثلاثة قطاعات اقتصادية أساسية تتمثل في السياحة والفلاحة والصناعة التقليدية٬ مشيرا إلى أن هذه التظاهرة ستتيح الفرصة للتعرف على التجارب الأجنبية الناجحة في تنمية الضواحي والمناطق الخلفية بعدد من البلدان كإسبانيا وفرنسا ولبنان. وأضاف السيد قيوح أن قطاع الصناعة التقليدية يساهم كشريك في هذه التظاهرة من أجل فك العزلة ومحاربة الهشاشة في هذه المناطق٬ خاصة وأن هذا القطاع يشغل أعدادا كبيرة من المواطنين ثلثهم بالعالم القروي٬ مبرزا أن للوزارة استراتيجية تهدف إلى الوصول إلى رقم معاملات بهذا القطاع يبلغ 24 مليار درهم٬ وخلق 300 مقاولة٬ و115 ألف منصب شغل. أما السيد محمد المودن مندوب المعرض الدولي للضواحي والمناطق الخلفية بتارودانت٬ فقد أبرز الجهود التي قامت بها الدولة منذ 1997 بالعالم القروي ضمن برامج إنجاز الطرق وتزويد المناطق بالماء الصالح للشرب والكهرباء٬ مبرزا أن المعرض يتوخى التفكير في مشاريع تساهم في توفير دخل قار لفائدة ساكنة هذه المناطق. وأضاف أن اختيار تارودانت لاحتضان هذا المعرض يعود إلى خصوصيتها المتمثلة في طابعيها الحضري والقروي٬ بحيث تتوفر على 89 جماعة سبعة منها فقط حضرية٬ كما أنها تتميز بمؤهلاتها الطبيعية المتنوعة٬ فضلا عن نشاط المجتمع المدني في هذا الإقليم ودوره في التنمية المستدامة بالتعاون مع الفاعلين والمسؤولين والجماعات المحلية. من جهتهم٬ ذكر عدد من المتدخلين في هذا اللقاء أن المعرض٬ الذي يندرج ضمن الرؤية الاستراتيجية ومخطط التنمية التي انخرط فيها إقليمتارودانت في أفق 2030٬ يهدف إلى حماية المنتوجات المحلية والموارد السياحية التي تزخر بها المناطق الخلفية بالمملكة والحفاظ على استدامتها وتنميتها٬ ومنها المواقع السياحية التاريخية والأثرية ورفع مستوى الخدمات العامة فيها مما سيمكن من جذب الاستثمارات السياحية والمساعدة على تدفق السياح. وأضافوا أن فعاليات المعرض تشمل فضائين أساسيين٬ أولهما فضاء الندوات والعروض واللقاءات والورشات التي ستعرف مشاركة العديد من الخبراء المغاربة والأجانب والمؤسسات المهتمة الحكومية وغيرها٬ فيما يتمثل الفضاء الثاني في إقامة معرض كبير يضم كافة منتوجات المنشأ٬ وكذا منتوجات الصناعة التقليدية التضامنية مما تزخر بها المناطق الخلفية للتعريف بما تتضمنه هذه المناطق من ثراء وإمكانات محلية.