بعد بلاغ وزارة الخارجية المغربية، والذي عبرت من خلاله المملكة عن استعدادها للوساطة في حل الأزمة بين عدد من دول الخليج وقطر، وصل وزير الخارجية ناصر بوريطة، يوم أمس الاثنين إلى عاصمة الإمارات العربية المتحدة أبو ظبي. واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقصر البطين بأبوظبي، ناصر بوريطة، الذي أبلغه رسالة شفوية من الملك محمد السادس ، حسب ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، دون كشف مضمونها. وفي سياق تعبير المملكة المغربية عن استعدادها للوساطة في ملف الأزمة مع قطر، ينتظر أن يعقد وزير الخارجية عدد من اللقاءات مع مختلف الأطراف. في سياق متصل، أكدت الممكلة المغربية، اليوم الاثنين، أن موقفها من الأزمة القائمة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وممكلة البحرين ومصر وبلدان عربية أخرى من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى، نابع من المبادئ الواضحة التي تنبني عليها السياسة الخارجية للمملكة. وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في بلاغ لها، أن هذا الموقف يستند أيضا على وشائج الأخوة الصادقة بين الملك محمد السادس، وأشقائه ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي، كذا إلى علاقات الشراكة الاستراتيجية المتميزة مع دول المجلس، والروابط المتينة القائمة بين الشعب المغربي وشعوب هذه البلدان. وأضاف المصدر ذاته، أن هذا الموقف لا يمكن ربطه بأي حال من الأحوال مع مواقف أطراف غير عربية أخرى، تحاول استغلال هذه الأزمة لتعزيز تموقعها في المنطقة والمس بالمصالح العليا لهذه الدول، "فالمغرب لا يحتاج إلى تقديم دليل أو تأكيد على تضامنه الموصول مع الدول الخليجية الشقيقة، انطلاقا من حرب الخليج الأولى، ومرورا بدعمه لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، ثم قطع علاقاته الدبوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تضامنا مع مملكة البحرين، وأخيرا مشاركته في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، حيث سقط شهداء مغاربة اختلطت دماؤهم بدماء إخوانهم في الخليج". وخلص البلاغ إلى أن الهاجس الرئيسي للمغرب يبقى هو تدعيم الاستقرار في هذه الدول، وليظل مجلس التعاون الخليجي محافظا على مكانته المتميزة، كنموذج ناجح للتعاون الإقليمي.