لا حديث هذه الأيام بين ساكنة حي تدارت وحي الشرف بأكادير سوى عن قصص العصابات الإجرامية المتخصصة في السطو على الفيلات السكنية والتي أضحت تقض مضجع ساكنة الحيين بعد توالي سرقة الفيلات بالمنطقة، حتى أصبحت مزعجة بشكل كبير للكثيرين، إلى جانب زرع الهلع والخوف وسط الساكنة وعدم الاطمئنان في نفوس أبناء المنطقة. وذكر سكان حي تدارت في اتصالات متطابقة بأكادير 24 أنفو، أن فيلات الحي أصبحت مكانا آمنا لممتهني حرفة السطو على الفيلات ليلا ونهارا بعيدا عن أعين السلطات المختصة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، عرف حي تدارت في الآونة الأخيرة سرقة محتويات مجموعة من الفيلات السكنية من قبل لصوص محترفين بعد تسلق جدران الحدائق وقطع النوافذ الحديدية. وتمكنوا على إثرها من السطو على حلي ومجوهرات تقدر بالملايين من السنتيمات إلى جانب مبالغ مالية في ظرف وجيز بين سرقة فيلة وأخرى لا تبعد عنها كثيرا من نفس الحي. بل الأكثر من ذلك سبق وأن تعرضت فيلا واحدة لعملتي سرقتين متتاليتين في مناسبتين منفصلتين دون أن تتمكن العناصر الأمنية من توقيف مقترفيها. وفي ذات السياق، وخلال الأسبوع الماضي الذي تزامن مع عطلة فاتح ماي تعرضت فيلا في طور البناء بحي تدارت وفي واضحة النهار لعملية سرقة مواد البناء والنحاس والكابلات الكهربائية. أفراد هذا التشكيل العصابي لا تتربص فقط بالفيلات المهجورة أو التي يوجد أصحابها في سفر ما، بل يبدو أن عناصرها يتربصون أيضا بأفراد الأسر المقيمة ويقوموا ب" دراسة ميدانية " للموقع قبل أن يهاجموا الفيلات بمجرد خروج أفرادها لينهبوا في وقت قياسي ما خف وزنه وغلا ثمنه ويختفون عن الأنظار . وكان عدد من أصحاب فيلات حي تدارت بأكادير، نهاية الأسبوع الماضي، أيقضهم الضجيج المحدث داخل فناء حدائق الفيلات من قبل هؤلاء اللصوص الذين ينزلون بكل أريحية إلى فناء الحديقة. بل أكثر من ذلك، منهم من وجد نفسه وجها لوجه أمام مجرم خطير وهو يتسلق نافذة إحدى الغرف ويتحرك باقي أفراد هذا التشكيل العصابي من نافذة لأخرى في محاولة لتكسير النوافذ الحديدية والولوج إلى داخل البيت. وحسب رأي بعض ساكنة هذين الحيين ، فإن أعمال السرقة هذه تمت بشكل محترف، وأصابع الاتهام تشير إلى تنسيق تام لهؤلاء اللصوص مع بعض المرتزقة الغرباء عن الحي الجاثمين على صدور الساكنة تحت ذريعة حراسة الحي، مما يمكنهم من معرفة ما إن كان المنزل مأهولا بالسكان أم خاليا ويتكلفون برصد تحركات الساكنة بشكل جيد، وجمع المعطيات وتقديمها للصوص في حينه. من جهة أخرى يرى العديد من المتتبعين للشأن الأمني بالمدينة، أن التوسع العمراني الذي عرفته مدينة أكادير، واتساع الرقعة الجغرافية وتركيز ولاية أمن أكادير على تغطية المرافق السياحية وأماكن التجمعات البشرية ترك فراغا أمنيا بهذه الأحياء مرجعه بالأساس إلى الخصاص في العنصر البشري الذي تعاني منه ولاية أمن أكادير على الرغم من المجهودات الجبارة التي تقوم بها المصالح الأمنية بمختلف تشكيلاتها، وهو ما يتوجب معه على الإدارة العامة للأمن الوطني تعزيز ولاية أمن أكادير بعناصر أمنية جديدة حفاظا على أمن وسلامة الساكنة والسياح على حد سواء وحتى تحافظ هذه المدينة السياحية على أمنها واستقرارها.