( نرا لحقن حو اكليد )..بنبرة مجروحة وصوت مضغوط خرجت هذه الجملة البليغة التي اسكتت جميع من حضروا اللقاء الحميمي/ العائلي خصوصا وانها صادرة عن الأكبر فينا والأعرف بتاريخ المدينة والجهة عموما بل أعادها مرات للتأكيد على أن المدينة وما تعيشه من تدهور مكشوف وواضح انعكس بشكل مخيف على كل المستويات والمرافق الحياتية .. ثم يضيف ….ان هذا الوضع وبهذه الصورة لا يمكن تجاوزه إلا إذا استفادت المنطقة عموما من البرامج الملكية الكبرى اسوة ببقية الحواضر المغربية بالفعل هي جملة واضحة ومباشرة تتقاذفها كل الالسن الاكاديرية في مجالسهم وتجمعاتهم وفي اغلب اللقاءات وعلى شكل اسئلة انكارية تحمل نفس التهميش والحكرة بل حد التفكير في تعرض المدينة والجهة لعقوبة جماعية حولت المدينة الى فيلاج كبير محاصرة باحزمة الفقر من كل الجهات ..من اورير الى الدراركة مرورا بتيكوين ..القليعة وتراست …احياء سكنية تفتقر للحد الادنى من شروط الحياة …مما يشكل تهديدا لحاضرة اكادير ونواحيها ما لم يتم تدارك ذلك عبر برنامج استراتيجي يفتح افقا تنمويا للمدينة والجهة بعيد المدى بقيادة ملك البلاد ….برنامج يجعل من المنطقة تلتحق بالحواضر المغربية التي شهدت طفرة على مستوى تأهيل مجالها العمراني والمبني على الاستهداف المتوازن لكافة المجالات التنموية والمستويات الترابية..لا يمكن لاي غيور على بلده الا ان يعتز بهذه الاواراش الملكية الكبرى التي تعرفها مدننا المغربية لكن في نفس الوقت كيف ان هذا التاهيل المجالي لحواضرنا يقف عند حدود مراكش .. وكيف استطاعت السكة الحديدية ان تكرس هذا التفاوت المجالي بين مغربين كما رسمه الاحتلال ذات تاريخ.....هو احساس بالحيف يعتري كل من ينتمي الى اكاديرحاضرة سوس وهو يلاحظ هذا الغياب التام لأي برنامج تنموي للمنطقة الوسطى للمغرب بوابة الصحراء وافريقيا....بل كيف يمكن ان نقبل اليوم مدينة بموقع استراتيجي كالذي لاكادير ان تتحول الى مرقد كبير بدون هوية عمرانية او جمالية بعد ان كانت الحاضرة الاولى في المغرب المتوفرة على تصميم مديري ذات رؤية متناسقة منذ بداية الستينات ....والان بعد 55سنة من مشروع اعادة بناء المدينة بعد القدر الالهي لسنة 1960 لم تستفد المنطقة من اي استتمار عمومي يهم البنيات التحتية الكبرى المؤهل لآي إقلاع لجهة سوس غير الطريق السيار مراكشاكادير وبعدها تتحول كل المسالك نحو الجنوب الى طرق الموت.....ويمكن اضافة مشروع ملعب ادرار الذي لم يكتمل بعد 13سنة من تدشينه....بل اكثر من هذا يتم تدمير ما كان موجود كحالة ميناء اكاديراصل وجود مدينة فونتي الذي تسعى بعض لوبيات العقار الى تحويله الى مارينا جديدة واستغلال جوانبه كمشروع للسكن الترفيهي من خلال الضغط على وزارة التجهيز التي اجلت المشروع الى حين (والايام بيننا ) نفس الشيء تتعرض له قصبة اكادير اوفلا الموروث الثقافي الوحيد بالمدينة الذي لا هوية لها بسبب تنازع الاختصاصات بين وزارة الثقافة الى الاوقاف وغيرها ...حولت القصبة الى حانة كبيرة فوق جثامين شهداء زلزال اكادير الوضع يدفع المرء الى الحيرة والقلق وهو يتابع هذه المفارقة بين تحصين الموروث الثقافي والبيئي باغلبية الحواضر المغربية وبين استباحة تدميره باكادير وسوس بشكل عام ...بين تأهيل هذه المدن في جميع المجالات الاقتصادية والعمرانية وتوفير الخدمات الاجتماعية ومازلنا نحن نعاني النقص الكبير منها وخصوصا الخدمات التمريضية والاستشفائية. فهل من المعقول ان يكون اخر مستشفى جامعي يوجد بمراكش وآخر سكة حديدية وآخر الانشطة الاشعاعية الكبرى المحركة للرواج الاقتصادي والسياحي ..... ان هذه المفارقة دفعتنا الى التفكير بصوت مرتفع للمطالبة بالالتحاق الى هذه الدينامية التي تعرفها الحواضر المغربية خصوصا ونحن مقبلون على تطبيق الجهوية الموسعة في اطار التضامن بين الجهات وقبلها علينا اولا ان نكون متكافئين في توزيع خيرات هذا الوطن. نعم وبشكل جماعي وبحس وطني عميق نعيد تكرار جملة البداية ….نريد حقنا من المشاريع التنموية الملكية الكبرى …نريد حقنا من الملك على قاعدة ان من يحب الملك يقول الحقيقة للملك.