وجّهت جمعيات في مدينة الدشيرة الجهادية تقريرا وافيا تكشف من خلاله تعرُّض عامل عمالة إنزكان -آيت ملول للنصب والاحتيال من إمام أحد مساجد المدينة، بعد أن قام هذا الأخير باستدعاء 27 طالبا من المدرسة العتيقة «سيدي يحيى إغلالن»، في «الدراركة»، من أجل إيهام عامل الإقليم بأن هؤلاء الطلبة يدرسون في هذه المدرسة العتيقة، التابعة للمسجد الذي يشغل فيه الإمام المذكور مهمة إمام وخطيب. ويتضمن الملف المرفوع إلى كل من وزير الأوقاف وعامل عمالة إنزكان -آيت ملول عريضة خطية تحمل أسماء وتوقيعات الطلبة الذين تم النصب عليهم من طرف الإمام، حيث طلب منهم قراءة «السلكة» من أجل أن يحُلّوا محل الطلبة الأصليين الذين كانوا غائبين بسبب عطلة العيد، وتم «تعويضهم» بطلبة مدرسة أخرى، كما يتضمن الملف، الذي حصلت الجريدة على نسخة منه، إشهادا لمنظف المسجد، يؤكد فيه أنه عاينَ، في اليوم الذي زار فيه عامل الإقليم المسجد المذكور، من أجل تقديم هبات ومساعدات للطلبة، وجود ما يفوق 25 طالبا كلهم غرباء عن المدرسة وليسوا من الطلبة الذين اعتادوا الإقامة في المدرسة التابعة للمسجد المذكور، حيث كانوا يقرؤون القرآن ويُردّدون مجموعة من الأمداح ساعة استقبال العامل. وأضاف المصدر ذاته أنه لاحظ، عقب انصراف عمال عمالة إنزكان، نشوب شجار في بهو المسجد بين كل من إمام المسجد، الذي كان رفقة شقيقه، وبعض من الطلبة الغرباء، كما يتضمن الملف شهادة طبية لأحد الطلبة الذين تعرّضوا لاعتداء من طرف الإمام المذكور، بعد أن رفضوا المغادرة عقب اكتشفاهم أنهم كانوا ضحية عملية نصب. كما أثار الملف، الذي يحمل توقيع ست جمعيات من المجتمع المدني في الدشيرة الجهادية، أنه سبق لهذه الجمعيات أن طالبت المندوب الجهوي للأوقاف بالدعوة إلى تشكيل لجنة مختلطة من مختلف المصالح المعنية من أجل تفقّد الأضرار التي لحقت بسقف المسجد، الذي يُعتبَر من أعرق مساجد مدينة الدشيرة، والذي تصل طاقته الإستعابية إلى أزيدَ من أربعة آلاف مُصلٍّ، منذ فبراير من سنة 2010، وهو ما لم يتمّ التجاوب معه، بأي شكل من الأشكال، من طرف المندوب المذكور، ورغم أن مجموعة من السكان والمحسنين على استعداد دائم لتحمُّل قسط مهم من مصاريف إصلاح المسجد. كما طالب التقرير بضرورة التدخل العاجل من أجل تجنب أي آثار سلبية لحالة الإهمال، التي يعيشها المسجد، الذي يضم مدرسة قرآنية من أعرق المدارس في مدينة الدشيرة الجهادية.