ما هي القيمة المُضافة لرئيس فريق يبكي كل موسم على عدم توفر الإمكانيات المالية؟ ما هو دوره؟ و ماهو إذن المغزى من توليه لهذا المنصب؟ منظومة كرة القدم المغربية تُمكِّن أحيانا من إعطاء أشخاص فُرصة تولي هذا المنصب بمجرد توفرهم على هُوية منخرط لمدة عامين مُتتاليتين و بمجرد أنهم أَدكى من الغير لِنيل المنصب بأي وسيلة إنتخابية. مباشرة بعد إنتخابه يُصبح المحْضوض الذي كان بالامس القريب مجرد مُنخرط أو موظف بسيط أو حتى في بعض الحالات شخص بدون مَرجعية مِهنية. يُصبح بين ليلة وضحاها رَئيسا للفريق. فيبدأ إذن في سٓماع "صباح الخير سعادة الرئيس" و هاتفه يَرِن بدون إنقطاع من طرف الصحافة و وكلاء اللاعبيين و المدرب و اللاعبيين و أعضاء المكتب و عمله إن كانت لذيه وظيفة و الوِلاية و البلدية و رؤساء الفرق و الجامعة و العصبة و التلفزيون و أصدقائه و أسرته… كل هذه الاتصالات مستعجلة و محتواها يتعلق بالفريق. هكذا يبدأ رأس سعادة الرئيس في الانتفاخ من شدة الوٓجع و بِظنه أنه أصبح شخصية مهمة لها دور جِهوي و وطني و مهمته هو حصد الألقاب و تحقيق ما لم يستطع تحقيقه الرئيس السابق و مكتبه. هذا كله طٓريف، و لكن الحقيقة دراماتيكية بحيث أن سعادة الرئيس في غالب الأحيان لا يتوفر على أموال خاصة و لا يمتلك القدرة للجواب على كل المستعجلات التي تلاحقه كل يوم. إنه مُجرد رئيس فقط بدون أي خريطة تَسيير، و بدون برنامج و بدون إستراتيجية .. إذن بدون دور حقيقي. لا يُنتج شيئا و لا يُساهم في إنتاج أي شيئ. يٓنحصر دوره في توزيع الدعم الذي تُوفره المؤسسات العمومية بالمدينة للفريق و البكاء على عدم كفايتها لتغطية جميع الأمور المستعجلة. الحقيقة دراماتيكية أيضا لان سعادة الرئيس لا يمتلك في الغالب أي فكرة على كيفية تٓسيير مُؤسسة رياضية و الرفع بها إلى أعلى المستويات بل بالعكس من ذلك فهو يُسير النادي بالاعتماد على نموذج "عاونو الفرقة" شكله في ذلك شكل "فرق الاحياء". الاخطر من هذا كله هو أن سعَادة الرئيس و بنوعيه، العديم الشخصية و المُجَعْوِقْ يَعِد أنصار الفريق بالالقاب و المفاجئات و الانتدابات مُشَيدا بذلك جِدار الكذب بين الواقع المُعاش لفريقه الذي لا يتوفر على إمكانيات، حتى لتسديد أُجور اللاعبيين و ديون المُوَرِّدين و بين الكوميديا التي يَتخبط فيها كل يوم. تُصبح آنذاك الكرة المغربية أكبر ضحية بسبب سعادة الرئيس. ضحية فقرهِ و ضحية عدم كفائته و ضحية بُكائه في وسائل الاعلام كل يوم عن عدم كفاية الموارد. و يتسبب بذلك السلوك في المنفى الوجداني لعُشاق كرة القدم المغربية، لِيُتابعون بِمحض إرادتهم بطولات أجنبية في إنتظار رئيس ذو سعادة حقيقية. سنة كاملة بدون مستشار و بدون استراتيجية: لنجعل من حسنية اكادير موسسة منتجة: