أسفرت التحقيقات التي أشرفت عليها عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن سطات المرتبطة بحادثة العثور على جثة متحللة بإحدى المناطق المتاخمة لمدينة سطات، (أسفرت) عن وجود علاقة مباشرة مع حادثة إصابة سيدة متشردة وابنتها المعاقة بجروح خطيرة ،جراء تعرض كوخهما الموجود قرب لاقط هوائي بمنطقة الجدور على مستوى دوار المناصرة لحريق، شب الأسبوع الماضي. ارتباطا بالحادثين، استنتج المحققون، بعد جمع المعلومات الكافية والحصول على القرائن والدلائل الدامغة المستقاة من تصريحات السيدة المصابة وبعض جيرانها وأقاربها أن الجثة التي عثر عليها مدفونة بإحدى مطارح الأزبال الموجودة بالقرب من الكوخ المحترق، تخص رجلا. وبعد التأكد من هويته، اتضح أن الأمر يتعلق بزوج المتشردة المصابة، وأنه كان موضوع مذكرة بحث، على خلفية شكاية عائلته الموضوعة لدى مصالح الأمن، بعد اختفائه عن الأنظار منذ أزيد من ستة أشهر. بأمر من النيابة العامة، انتقلت عناصر الشرطة القضائية إلى مدينة الدارالبيضاء، وبالضبط الى مستشفى ابن رشد، واستمعت الى السيدة المتشردة، وبعد مواجهتها بالدلائل والقرائن، انهارت واعترفت بالمنسوب اليها، مؤكدة أنها دخلت في خلاف مع زوجها حول المبالغ المالية المحصل عليها عن طريق التسول، فقامت بقتله بواسطة مقص حاد وبقر بطنه وصدره لإخراج الأمعاء وأعضاء أخرى، لكي لا تنبعث الرياح الكريهة وتتأخر عملية التحلل، ثم شرعت في تقطيع الجثة على مراحل ورمي أعضائها بعيدا عن الكوخ، فيما قامت بوضع الجزء المتبقي داخل أكياس بلاستيكية، ولفه وربطه داخل أغطية صوفية ودفنها وسط الأزبال بإحدى المطارح الموجودة بمحيط كوخها، مضيفة أن الحريق الذي أتى على الكوخ بأكمله، كان بسبب محاولتها لإحراق ماتبقى من جثة زوجها. الجريمة وقعت منذ أزيد من ستة أشهر، قبل أن يتم اكتشاف الجثة عن طريق الصدفة من طرف أحد (البوعارا)، الذي لفت نظره بعض الأطراف الجسدية، ليغادر المكان، بعدما أصيب بالذهول والخوف والهلع، ويلتقي أحد المواطنين ويخبره بالواقعة. وبعد التأكد من ذلك، ربطا الإتصال بعناصر الأمن التابعة للدائرة الرابعة، الذين حضروا إلى عين المكان، رفقة عناصر الشرطة العلمية، حيث تم تطويق مسرح الجريمة ومحاصرة محيطه، لتسهيل عملية جمع الأدلة وعينات قد تفيد في التحقيق ثم نقل الجثة إلى مستودع الأموات التابع للمركز الإستشفائي الجهوي الحسن الثاني من أجل إخضاعها لعملية التشريح ومعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الوفاة، قبل أن تنقل إلى الدارالبيضاء من أجل نفس السبب. ويتعلق الأمر بالمتهمة المتسولة "ن.ب"، البالغة من العمر حوالي 40 سنة، كانت تعيش رفقة زوجها "ب.م"، البالغ من العمر 60 عاما، وابنها وابنتها المعاقة، في أحد المنازل بالحي الشعبي سيدي عبد الكريم، المعروف لدى السطاتيين ب"دالاس"، إلا أن تراكم الأزبال وكثرة الفئران والحشرات بالمنزل جعل الروائح الكريهة تنبعث منه، فغادرته الأسرة وأقامت كوخا من القصب والبلاستيك بالقرب من لاقط هوائي جنوب مدينة سطات. للإشارة فإن "الأحداث المغربية" قامت منذ أزيد من ثماني سنوات بإجراء مقابلة مع نفس الأسرة، في إطار "طلب مساعدة"، كان الهدف منها إبراز معاناة أفرادها ومحاولة مساعدتهم للخروج منها، إلا أن الزوجة ورغم استجابة إحدى العائلات الميسورة رفضت المساعدة وفضلت احتراف التسول.