في إطار المقاربة الإجتماعية التي تبنتها جريدة الاحداث المغربية منذ بداياتها إلى الأن،حاولت من خلالها تسليط الضوء على بعض الحالات الإنسانية، والعمل على مساعدتها من خلال إماطة اللثام عن معاناتها ومحنتها وعرضها على صفحات الجريدة ،في انتظار التفاعل معها من طرف بعض المحسنين. وبالفعل تم الإنتقال يوم الخميس 11 اكتوبر 2007 الى جامع سيدي الغليمي الموجود وسط مدينة سطات،حيث تتواجد اسرة مكونة من الأم والأب والإبنة والإبن،اختاروا العيش حياة التسول والمبيت في العراء،رغم توفرهم على سكن بحي دلاس. وبعد حوالي أسبوع اتصلت إحدى السيدات الميسورة بجريدة الأحداث المغربية للتعبير عن نيتها في مساعدة هذه العائلة.حيث قدمت إلى مدينة سطات،بعدما حددنا لهما موعدا. المقابلة باءت بالفشل، بعدما رفضت الأم المتسولة العرض الذي قدمته السيدة الميسورة والقاضي بتقديم المساعدة لعائلتها والتكفل بدراسة الإبن الأصغر وتقديم العناية الكافية للإبنة المعاقة. وهو الشيء الذي اثار حفيظتها وانصرفت إلى حال سبيلها.ليتبين لنا ان المراة المتسولة بعد استفسارها،أنها اتخذت من التسول حرفة ،وتفضل إبقاء افراد عائلتها على هذا الحال ،خاصة الطفل والإبنة المعاقة،ك"علامة تجارية"لإستقطاب الزبناء وربح المزيد من المال. وبع مرور تسعة سنوات،تعرضت هذه العائلة لمأساة حقيقية،بعدما دخلت الام وزوجها في صراع دائم ،بسبب العائدات المالية المحصل عليها عن طريق عملية التسول،قبل ان تقرر الزوجة قتل زوجها،بعدما طعنته بآلة حادة (مقص)،ثم بقرت بطنه وصدره وأخرجت أمعاءه ورمتها في الخلاء،وشرعت في تقطيع اجزاء من جثته ووضعتها داخل أكياس بلاستيكية،لفتها وسط أغطية صوفية،قبل ان تقدم على إحراقها بعد مرور ازيد من ستة اشهر. عملية إحراق الجثة،تطلبت من الزوجة سكب مادة الغاز، وهو ماأدى إلى اشتعال النار بالكوخ الذي تقطن فيه وتصاب بحروق بليغة رفقة ابنتها المعاقة،لتنقلان الى مستشفى ابن رشد بمدينة الدارالبيضاء. وبينما كان أحد الأشخاص متواجدا بمحيط الكوخ المذكور،لاحظ شيئا غريبا بمطرح الأزبال،ويخبر عناصر الأمن الذين قدموا إلى عين المكان ويكتشفوا أن الأمر يتعلق بجثة رجل. التحقيقات التي أجراها المحققون أسفرت عن فك لغز جريمة القتل التي راح ضحيتها الزوج .