من المقرر أن تتعزز العلاقات الإقتصادية المغربية الباكستانية من بوابة جهة سوس ماسة. في هذا السياق، عقد صباح اليوم السبت 28 ماي 2016، لقاء جمع وفدا هاما من الشقيقة باكستان مع مسؤولين و منتخبين بجهة سوس ماسة بمقر غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات لأكادير، خصص بالأساس لتقديم و التعريف بالمؤهلات التي تزخز بها الجهة، وتبادل الخبرات و التجارب بين الطرفين، فضلا عن بحث فرص التعاون في مختلف المجالات ومنها الإقتصادية على الخصوص. و أكد رئيس المجلس الجهوي سوس ماسة ابراهيم حافيدي في كلمة له بالمناسبة بأن العلاقات المغربية الباكستانية "مثينة و قديمة"، و دعا الفاعلين الاقتصاديين بباكستان الى الإستثمار بالجهة التي تجمع بين البحر و الشمس و المناخ و المؤهلات و الموارد الاقتصادية الهامة خصوصا في مجال الفلاحة و الصناعة و السياحة و الصيد البحري، و أوضح بان الجهة تضم مؤسستين اقتصاديتين فاعلتين هما غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات لسوس ماسة، التي تجمع الفاعلين الاقتصاديين بالجهة، و المركز الجهوي للاستثمار الذي يواكب المستثمرين لإنجاز مشاريعهم التنموية و الاقتصادية بالجهة، و اكد بأن المجالس الجهوية لها صلاحيات واسعة في إطار الجهوية الموسعة، منوها بما سماه "العقلية المقاولاتية" التي تميز سكان جهة ماسة، بحيث أن أغلب التجار المتواجدين في كبريات المدن المغربية و الأوروبية ينحدرون من الجهة، كما قدم معطيات عن المؤهلات التي تزخر بها عاصمة الجهة مدينة اكادير، داعيا في الأخير الى الاستثمار في الجهة بالشكل الذي يقوي العلاقات الاقتصادية بين البلدين. من جهته، رئيس غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات لسوس ماسة، كريم أشنكلي، عبر عن سعادته لتنظيم هذا اللقاء الهام، الذي سيثمن العلاقات بين المغرب و باكستان بالشكل الذي سيحقق الإرادة المشتركة بين البلدين لرسم معالم مستقبل اقتصادي واعد، و أكد بان غرفة التجارة لن تذخر جهدا لتقوية هذه العلاقات، وستساهم في تثمينها من كل الجوانب. سفير باكستان في المغرب، ناذر شدري، أكد بان تنظيم هذا اللقاء، هو خطوة لتأكيد مثانة العلاقات المغربية الباكستانية، التي تضرب جدروها في التاريخ، مستشهدا بدعم زعماء الحركة الوطنية، و بجواز سفر المرحوم أحمد بلافريج بهذا الخصوص، وأكد بان مثانة العلاقات التاريخية بين البلدين، لا بد أن تترجم إلى شراكات اقتصادية، وتعزيز تبادل الخبرات و بحث السبل الكفيلة بتحقيق التعاون المثمر بين البلدين في كل المجالات، في عالم وصفه ب"المتغير". ناذر شدري هذا، و وقف السيد السفير عند التعاون الاقتصادي بين باكستان و الصين، معتبرا بأن الأخيرة استثمرت 46 مليار دولار بباكستان في مشاريع تهم بالخصوص البنية التحتية و الطاقة، كما وقف عند المشروع الضخم والمتعلق الممر الإقتصادي الذي سينجز بين البلدين، مؤكدا، بأن أهميته ستعود بالنفع على الدول الأفريقية و العربية خصوصا المغرب، و أوضح بأن هذا الممر سيختصر الطريق للعبور نحو دول شرق آسيا التي ليس لها منفذ على البحر. السفير الباكستاني، أوضح أيضا، بأن بلده تمكن من القضاء على 97 بالمائة من الخلايا الارهابية في ظرف خمس سنوات، مؤكدا، بأن هناك فرصا عديدة للإستثمار في هذا البلد الواعد اقتصاديا. في ذات السياق، تمت تلاوة نص رسالة رئيس حكومة اقليم البنجاب الموجهة لوالي الجهة و رئيس المجلس الجهوي، و رئيس المجلس البلدي لأكادير، و رئيس غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات، و أعضاء الغرفة و الحاضرين في هذا اللقاء، و اعتبر رئيس الحكومة البنجابية في ذات الرسالة التي تتوفر اكادير24.أنفو بنسخة منها، بان العلاقة التي تربط المغرب و الحكومة الباكستانية و اقليم البنجاب بالتحديد، "محفوفة في قلوبنا و أرواحنا"، مؤكدا، بان الارث التاريخي المشترك يعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي حينما "دعمنا بكل فخر واعتزاز زعماء الحركة الوطنية المغربية في مقاومتهم و كفاحهم لنيل الاستقلال"، وأكد بأنه "آن الأوان لمد الجسور و ترجمة علاقاتنا المتميزة الى شراكة اقتصادية تعود بالنفع على البلدين"، مؤكدا بأن "مناخ باكستان والبنجاب على الخصوص مهيأ للاستثمارات بفضل حجمها و موقعها وسياستها أيضا، حيث نمنح فرصا استثمارية مربحة في قطاعات متعددة بمعدل معقول و مضمون"، كما أن "حكومة رئس الوزراء نواز الشريف تضع رهن إشارتكم كل التسهيلات في إطار سياسة النافذة الواحدة"، علما، بأن"اقليم البنجاب و باكستان أرض الفرص لتوفرها على سوق استهلاكية ضخمة"، مشددا في الأخير على ان "قراركم بالاستثمار في بلدنا سيكون أفضل قرار في مسيرتكم الاقتصادية" يذكر ان هذا اللقاء الهام، حضرته عدد من الفعاليات الاقتصادية و السياسية بالجهة، كما تم خلاله تقديم عدة عروض ومداخلات تناولت بالخصوص مؤهلات و فرص الاستثمار بجهة سوس ماسة. أ.الزاهدي