"كان حلماً وها هو اليوم يتجسد على الخشبة، كم حفزتنا التجارب السابقة، وكم شدت من عزيمتنا شجاعة اقتحام الطريق بالخطوة الأولى، حيث نكتشف كَمّ الطاقات المختزنة الباحثة عن فسحة لتفجير إبداعاتها الكامنة"، هي كلمات الدكتور عمر حلي مدير مهرجان أكادير الدولي للثقافة و الفنون خلال افتتاح الدورة الأولى منه، و الذي تنظمه جامعة ابن زهر و منتدى جنوب ثقافات. تمت من خلاله دعوة فرق تمثل ثقافات الموطن الذي تنحدر منه والتي يقوم توجهها الفني والإبداعي على صون الملامح الثقافية لهذه المواطن والهويات التي تعتبر عنها. اليوم الأول من المهرجان الذي شهد حضور أزيد من 1400 متفرج و عرف عروضا متنوعة من روسيا و ايطاليا، لتشعل كارمن كورطيس جمهور "الفياك" بعرضها الفلامينكو "الغجرية" بمناسبة مرور أربعة قرون على رحيل الكاتب الإسباني ذي الصيت العالمي ميغال سيرفانتيس. لاينتهي جمال الفلامنكو هنا.. بل إنه لا يكتمل إلا في عنفوان راقصات اللواتي يعلن ثورة ضد الألم حين يضربن بأرجلهن أرضاً ثم يحركن أيديهن معلنات عن الحياة والحرية. الفلامينكو رقصة لا تتمحور حول الرومانسية بقدر أنها ملحمة إنسانية شامخة. و ستستمر فعاليات المهرجان إلى التاسع و العشرين من ماي الجاري مع عروض أخرى كعرض فرحة دكالة الذي سبق للمخرج الكوريغراف لحسن زينون أن استجمع فيه أصوات وتعابير السهول والطبول التي تختزل آهات السينغال و وارزازات وإيقاعات أكلاكال. ويعتمد المهرجان على تنظيم ورشات فنية ومعرفية تدور في فلك الإبداع المحيط بالهويات ومظاهر تقديمها لباسا وإيقاعا وتشكيلا وصورة. كما يهدف إلى تطوير الثقافة والفنون الشعبية في الدول وتوثيق التبادل بينها، وزيادة الدينامية واغناء الحياة الثقافية للشعب، وتعزيز الصداقة والسلام لجميع شعوب العالم. و أفاد رئيس المهرجان أن: همنا أن نبحث عن مثقفينا لندفعهم إلى حلبة الفعل، ونستعين بمبدعينا من كل الأنحاء الذين شدوا من عزائمنا وزجّوا بإمكاناتهم بعطاء لا حد له.