ألقت عناصر الشرطة القضائية التابعة لولاية الأمن الولائي بأكادير بحر الأسبوع المنصرم، القبض على أفراد عصابتين تنشطان بعدد من أحياء المدينة في سرقة مادة النحاس من الجبال الكهربائية أو من المنازل التي في طور البناء. جاء ذلك بعد الحملة الأمنية المكثفة التي باشرتها المصالح الأمنية بالمدينة، بناء على عدد من الشكايات التي توصلت بها من طرف عدد من المواطنين، والتي أفادت تعرض عدد من منازلهم و التي هي في طور البناء لعمليات سرقة أنابيب النحاس الخاصة بتوزيع الماء الصالح للشرب مباشرة بعد تركيبها، و كذا بناء على شكايات مصالح بلدية أكادير و التي أفادت بأن عددا من الأعمدة الكهربائية قطعت منها الأسلاك و الحبال النحاسية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء المدينة وخاصة أحياء فونتي وصونابا. هذا، و أسفرت هذه التحركات الأمنية بداية، وبعد عمليات رصد دقيق بالليل، عن توقيف شابين بسطح أحد المنازل بالحي المحمدي، بعدما تم ضبطهما متلبسين بإزالة أنابيب النحاس، وبحوزتهما كومة من الحبال النحاسية، وقد اعترفا أثناء التحقيق التمهيدي معهما، بأنهما كانا يعمدان رفقة سبعة أفراد آخرين على سرقة الحبال و الأنابيب النحاسية خصوصا من المنازل التي في طور البناء بعدد من الأحياء الجديدةبالمدينة، ويقومون بعدها ببيعها لسماسرة و تجار معهم في العصابة مقابل مبلغ 35 درهما للكيلوغرام الواحد، وبناء على هذه الاعترافات، تم التعرف على هوية باقي أفراد العصابة السبعة و الذين ألقي القبض عليهم مباشرة بعد ذلك. وفي ذات السياق، بلغ عدد أفراد العصابة الثانية ثمانية أشخاص، ألقي القبض على ثلاثة شبان قاصرين منهم، تبث خلال التحقيق الأولي معهم بأن عصابة تسخرهم لسرقة الجبال النحاسية للأعمدة الكهربائية بأحياء فونتي و صونابا، وقد اعترف الجناة بأنهم يعمدون إلى قطع الحبال النحاسية من أعمدة الكهرباء المتواجدة بالشارع العام قبيل إطلاق الإنارة العمومية ليلا، وفق خطة مضبوطة يقوم خلالها أحدهم بمهمة الحراسة، في الوقت الذي يقوم فيه الفردان الآخران بفتح العلبة المتواجدة بأسفل العمود الكهربائي، ثم يعمدان بعدها إلى قطع الحبال الكهربائية وتجميعها و إيصالها إلى باقي أفراد العصابة، و هي العملية التي همت أزيد من مائة عمود كهربائي بالحيين المذكورين، وتم جني اموال طائلة من ورائها. هذا، وفي الوقت الذي أصدرت فيه مذكرة بحث محلية للقبض على باقي أفراد هذه العصابة، أحيل الجناة على الوكيل العام للملك باستئنافية أكادير لاستكمال مجريات التحقيق التفصيلي معهم في هذه النازلة، والتي من شأن متابعتها الكشف عن خيوط العصابات المتخصصة في سرقة النحاس، و أيضا وضع حد لنشاطها المتنامي بشكل غير مسبوق مع غلاء ثمن مادة النحاس مؤخرا.