قضت غرفة الجنايات الاستئنافية، بإدانة خادمة بيوت، بسنتين حبسا نافذا، على خلفية تورطهما في سرقة منزل مشغلها بمدينة ميدلت، بعد عملية محبوكة رفقة عشيقها وشريكها في الجريمة، الذي أدين هو الآخر بسنة واحدة سجنا نافذا، بتهمة المشاركة. وتوبع المتهمان في حالة اعتقال احتياطي، من أجل “السرقة الموصوفة، والتبليغ عن وشاية كاذبة، وافتعال أحداث من شأنها التأثير على مجريات التحقيق القضائي”، وقد راعت المحكمة الحالة الاجتماعية للمتهمين، وقررت تمتيعهما بأقصى ظروف التخفيف. وانكشفت هذه القضية عقب إشعار مصالح الشرطة بمدينة ميدلت بوقوع عملية سطو على بعض محتويات منزل بحي الرياض، والاعتداء على خادمة تعمل مشغلة بالمنزل ذاته. وعند الانتقال إلى عين المكان، وجد رجال الأمن الخادمة (ع. ع) مكبلة اليدين وهي شبه عارية من ثيابها، وفي وضعية نفسية منهارة. فصرحت ربة البيت حينها أن كل أفراد الأسرة كانوا خارج البيت لحظة “الاعتداء”، وعند رجوعها زوالا، وجدوا الخادمة في تلك الوضعية، دون أن يعلموا تفاصيل ما حصل. الخادمة، وعند استفسارها عن ظروف الاعتداء عليها، صرحت أن شابين مجهولين اقتحما عليها المنزل، وهما ملثمين، بعدما علِما أنها تتواجد بمفردها داخله، حيث عمدا – حسب قولها – إلى “تقييد يديها إلى الخلف ونزع ثيابها، فلجأ أحدها إلى اغتصابها، بينما شرع الآخر في تنفيذ عملية السرقة داخل المنزل، من خلال السطو على أشياء ثمينة، قبل أن يتخليا عنها، ثم فرّا في اتجاه مجهول”. وفي ضوء تصريحات الخادمة المعنفة والمشغلة، قامت عناصر الضابطة القضائية بتحريات مكثفة حول الموضوع، من خلال إخضاع المنزل لتفتيش دقيق أفضى إلى التأكد من أن المنزل لم يتم اقتحامه من طرف اللصين المفترضين، بحكم أن صاحبته ظلت تقفل باب بيتها دون أن تسمح للخادمة بمغادرته، كما لم يلاحظ المحققون وجود أي آثار لتسلق الجدران أو الكسر، ما ستبعد فرضية مداهمة المنزل. وباستمرار إجراءات البحث في هذه القضية، تبين أن ثمة تناقضات في تصريحات الخادمة التي قدمت نفسها “ضحية”، إذ سرعان ما حوصرت بعدة قرائن، فاعترفت تلقائيا في الأخير أنها هي من افتعلت واقعة الاعتداء عليها جنسيا وتقييد يديها، بعد أن أغواها مبلغ مالي مهم عثرت عليه داخل حجرة صاحب المنزل. حينها فكرت في طريقة للسطو عليها، باستغلال خلو المنزل من أصحابه، فاتصلت بشخص كانت على علاقة غرامية به، ورسمت بصحبته سيناريو تمثيل جريمة مكتملة الفصول، إذ عمدت إلى مطالبة صديقها بتقمص دور اللص، وبمجرد أن داهم المنزل عمد إلى تجريدها من ثيابها، ثم تظاهر بالاعتداء الجنسي عليها، قبل أن يتمكن من حيازة المبلغ المالي التي عثرت عليه الخادمة وبعض الأشياء الأخرى الثمينة، على أساس اقتسام الغنيمة بين الاثنين فيما بعد، ثم انصرف تاركا الخادمة مكبلة اليدين وهي تتظاهر بانهيارها النفسي، بعد أن ادعت أنها تعرضت لاعتداء جنسي، من خلال الإيحاء بتجريدها بالعنف من ثيابها. على إثر ذلك، تقرر اعتقال الخادمة، فور التأكد من تورطها في هذه الجريمة، قبل أن تتمكن مصالح الشرطة من الإيقاع بشريكها بعد نصب كمين له، وهو يحاول مغادرة المدينة، حيث مثُل الاثنان أمام النيابة العامة في حالة اعتقال احتياطي، وجدّدا اعترافهما بالمنسوب إليهما، من خلال سرد وقائع مثيرة أشبه بقصة سينمائية.