يأتي هذا المقال ليسجل جملة من التفاصيل الشاملة لحادث تفجيرات "بروكسل"،وكذا وصية المنفذين للعملية. لكن لا تزال هناك بعض النقاط الغامضة الواجب إيضاحها بعد هذه الاعتداءات التي أوقعت يوم الثلاثاء ازيد من ثلاثين قتيلا. لكن المحققين أكدوا أن أربعة رجال على الأقل كانوا متورطين فيها بشكل مباشر، قتل ثلاثة منهم والرابع متوار. كيف وقع الهجوم في المطار ؟ قالت النيابة الفدرالية البلجيكية الأربعاء إن الانفجار الأول وقع في مطار بروكسل-زافنتم الدولي الساعة 7,58 بالتوقيت المحلي تحديدا، تلاه انفجار ثان بعد 10 ثوان أيضا في قاعة الرحلات المغادرة. و في ساعة الذروة هذه، يقف مئات الأشخاص عند نقاط التسجيل. وكانت العبوتان قويتين وتسبب انفجارهما بسقوط عدد من الجرحى وبأضرار مادية جسيمة. و في وقت لاحق من صباح الثلاثاء سمع ذوى انفجار آخر في المطار الذي تم إخلاؤه، دون التسبب بإصابات في حين وصل خبراء تفكيك العبوات إلى المكان. وتبين أن حقيبة تركها احد الانتحاريين قد انفجرت. وقالت النيابة إنها كانت "تحتوي على اكبر عبوة ناسفة" ملمحا إلى انه كان يمكن أن تكون حصيلة الاعتداءات أسوأ بكثير. كيف نفذ الهجوم في المترو ؟ و وقع الهجوم على المترو بعد ساعة على اعتداءات المطار بعيد الساعة التاسعة. فقد انفجرت قنبلة يحملها انتحاري في قطار كان يستعد للانطلاق من محطة مالبيك الواقعة في قلب الحي الأوروبي في بروكسل. ووقع الانفجار في حين كان قطار متوقفا في الجهة المقابلة بحسب الشركة المشغلة. ما هي حصيلة الاعتداءات ؟ ماذا نعرف عن الضحايا ؟ أخر حصيلة رسمية للضحايا صادرة عن النيابة العامة تحدثت عن 31 قتيلا و270 جريحا. لكنها مرجحة للارتفاع لان العديد من الجرحى إصاباتهم خطرة. و قال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز "هناك بين القتلى والجرحى أكثر من أربعين جنسية على الأرجح". واحدة من أول الضحايا التي تم التعرف عليها هي البيروفية اديلما مارينا تابيا رويز التي تعيش في بروكسل منذ ست سنوات وقتلت في المطار. و بين الجرحى ثلاثة أميركيين على الأقل و10 فرنسيين وبريطانيان وكولومبيان واكوادوري. وقالت الحكومة السويدية أيضا إنها على اتصال بأسر ثلاثة سويديين يقيمون في بروكسل لم ينجح احد في الحصول على أخبار عنهم بعد. من هم المشتبه بهم الذين تم التعرف على هوياتهم ؟ نشر المحققون اعتبارا من الثلاثاء صورا التقطتها كاميرات مراقبة لثلاثة يشتبه بارتكابهم اعتداءات المطار. وفجر اثنان منهم يظهران في الصورة يدفعان عربة وعليها حقائب سوداء، نفسيهما في قاعة الرحلات المغادرة. وبفضل تحليل البصمات قال المحققون إن الرجل الذي يظهر في وسط الصورة هو إبراهيم البكراوي البلجيكي البالغ ال29 من العمر. و قال المحققون البلجيكيون إن شقيقه خالد (27 عاما) "الانتحاري الذي فجر نفسه في المترو". و كان الشقيقان البكراوي يخضعان لمراقبة المحققين منذ الاشتباه باستئجارهما شققا في بلجيكا للمجموعة التي نفذت اعتداءات باريس في 13 نوفمبر. وورد اسمهما في الإعلام في الأيام الأخيرة من عملية مطاردة صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس الذي اعتقل الجمعة في مولنبيك ببروكسل. و أوقفت الشرطة شخصا مساء اول الثلاثاء في شاربيك (شمال شرق بروكسل) و"يتم حاليا الاستماع الى أقواله" بحسب النيابة. و ركز المحققون قسما من عملياتهم على شاربيك بفضل شهادة سائق سيارة اجرة تقدم الثلاثاء إلى مقر الشرطة ليكشف انه نقل ثلاثة أشخاص إلى المطار تنطبق مواصفاتهم مع صور الانتحاريين. و سمحت مداهمة نفذتها الشرطة في العنوان الذي استقلوا منه سيارة الأجرة، بالعثور على راية تنظيم الدولة الإسلامية و15 كلغ من المواد المتفجرة و150 ليترا من مادة الاسيتون و30 ليترا من ماء الاوكسيجين وصواعق وحقيبة مليئة بالمسامير ومعدات لصناعة عبوات ناسفة. هل هناك آخرون مطلوبون ؟ تبحث الشرطة البلجيكية "بشكل ناشط" عن رجل ثالث ظهر في صور كاميرات المراقبة في المطار إلى يمين ابراهيم البكراوي وعن انتحاري ثان مجهول الهوية. وهذا الرجل الفار "الذي غادر المطار قبل وقوع الانفجارات" بحسب النيابة العامة يظهر في الصور بقميص وسترة فاتحين ويعتمر قبعة سوداء ويدفع كالانتحاريين الآخرين عربة عليها حقيبة سوداء. و كانت وسائل الإعلام البلجيكية ذكرت في وقت سابق التعرف على هوية احد منفذي اعتداءات المطار واعتقاله صباح الأربعاء في اندرلخت واسمه نجم العشراوي قبل أن تتراجع. ويشتبه في ان يكون العشراوي على صلة باعتداءات باريس بعد ان عثر على حمضه النووي على مواد متفجرة استخدمت في اعتداءات باريس. و قالت النيابة الفدرالية إن "العشراوي لم يعتقل". لكن محققي مكافحة الإرهاب لا يزالون يبحثون عنه بشكل ناشط، حتى وان لم يثبت تورطه في اعتداءات بروكسل. من جانب آخر، كشف المدعي الفدرالي البلجيكي، فريدريك فان لو، عن مضمون وصية إبراهيم البكراوي، الذي نفذ مع شقيقه خالد هجومين انتحارين منفصلين في مطار بروكسل ومحطة للمترو،امس الثلاثاء،وفقاً لسكاي نيوز عربية. وفي مؤتمر صحافي حول التحقيقات بالهجمات الدامية، قال فان لو إن الشرطة عثرت على جهاز كمبيوتر لإبراهيم كان قد رماه في سلة للمهملات في شارع حي شاربيك قبل شن الهجوم. و أضاف أن الجهاز الذي عثرت عليه الشرطة في عمليات تفتيش الثلاثاء، تضمن "وصية" إبراهيم البالغ من العمر 30 عاما، وجاء فيها أنه "لم يعد يعلم ماذا يفعل" لأنه "مطلوب في كل مكان". و حسم فان لو الجدل بشأن موقع الهجمات التي شنها الشقيقان الذين يحملان الجنسية البلجيكية، مؤكدا أن إبراهيم نفذ الهجوم الانتحاري في المطار في حين فجر شقيقه خالد داخل عرببة مترو. و عن الصورة التي التقطتها كاميرات المراقبة في المطار تظهر 3 مشتبه بهم، قال المدعي الفدرالي إن "الرجل في الوسط هو أحد الانتحاريين اللذين تم التعرف إليهما من خلال البصمات..". و أوضح فان لو أنه "إبراهيم البكراوي، المولود في بروكسل في 3 أكتوبر 1986 ويحمل الجنسية البلجيكية"، مشيرا إلى أن الأمن لم يحدد بعد هوية الشخصين الآخرين في الصورة. و كانت التقارير الأولية قد قالت إن الأشخاص الثلاثة في الصورة هم إبراهيم وشقيقه خالد، بالإضافة إلى نجيم العشراوي، الذي لم يفجر نفسه ولاتزال الشرطة تسعى لتحديد المكان الذي يتوارى فيه. أما عن اعتداء المترو، فقد قال المدعي الفدرالي البلجيكي إن التفجير الانتحاري وقع "داخل العربة الثانية بينما كانت لا تزال متوقفة في المحطة. وتم التعرف على الانتحاري من خلال بصماته..". و أردف قائلا إن منفذ اعتداء محطة مالبيك للمترو في الحي الأوروبي بالعاصمة البلجيكية، هو "خالد البكراوي شقيق إبراهيم، المولود في بروكسل في 12 يناير 1989 ويحمل الجنسية البلجيكية". و منفذا الهجومين الانتحاريين الذين أسفرا عن مقتل 31 شخصا وإصابة 270 آخرين بجروح "لديهما سوابق قضائية خطيرة غير مرتبطة بالإرهاب"، حسب ما أضاف المسؤول في إفادته الصحفية. كما عثرت الشرطة في حي شاربيك، عقب الهجمات، على "15 كيلوغراما من المتفجرات و150 ليترا من الأسيتون و30 ليترا من ماء الأوكسجين وصواعق.. ومواد مستخدمة لتصنيع عبوات ناسفة". يذكر أن المعلومات الأمنية ذكرت في وقت سابق أن المشتبه بهم على علاقة بالمجموعة التي نفذت اعتداءات باريس في نوفمبر 2015، التي أدت إلى مقتل أكثر من 130 شخصاً.