في إطار الدينامية الفكرية التي تشهدها جامعة ابن زهر بأكادير، اُختُتمت أشغال الجامعة الشتوية في موضوع : "الآليات الوطنية والدولية لحماية حقوق الإنسان"، التي نظمته الجامعة بشراكة مع معهد جُنيف لحقوق الإنسان بسويسرا، والمركز الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق الإنسان، وذلك برحاب المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير. ولامست أشغال دورة الجامعة الشتوية، موضوع آليات حماية حقوق الإنسان، من منطلق ملحاحية التعريف والتوعية بها، بغية إشاعة ثقافة حقوقية تُسهم في تسييج الحقوق وضمانها، وقال محمد بن التاجر،عن اللجنة المنظمة، والكاتب العام للمركز الوطني للصاحبة القانونية وحقوق الإنسان، أن الجامعة كانت دوما منبع الإشعاع والتنوير، فجاء هذا الملتقى ليُعزز هذه المكانة، مبرزا أن اختيار جامعة ابن زهر ومدينة أكادير، يحمل دلالات عميقة. وكانت الجامعة الشتوية قد اُستُهلّت بجلسة افتتاحية قام بتسييرها الدكتور أحمد قيلش ،الذي شكر رئيس جامعة ابن زهر، الدكتور عمر حلي، على دعمه المادي والمعنوي لإنجاح أشغال هذه الجامعة، وعلى سعة صدره ،وتميُزه في الانفتاح على المعاهد الدولية وجمعيات المجتمع المدني المتخصصة في مجال حقوق الإنسان، كما أشاد بكل المؤطرين والمشاركين لإنجاح هذه الدورة، ومن جهته رحب الدكتور حلي بكل المشاركين، معتبرا أن جامعة ابن زهر منفتحة على مثل هذه المبادرات "الهادفة إلى تطوير أداء الجامعة المغربية" و مرحبا بشراكة معهد جنيف لحقوق الإنسان وبتعاون المركز الوطني للمصاحبة القانونية، كما نوّه بموضوع الجامعة الشتوية بحكم أنه يدخل ضمن اهتمامات جامعة ابن زهر التي تعتبر قاطرة للتنمية جهويا ووطنيا ودوليا كذلك. وكان منسق برامج معهد جنيف لحقوق الإنسان على مستوى شمال إفريقيا والشرق الأوسط ،الأستاذ رفعت مرغيني، قد ثمن دور اللجنة التنظيمية والعلمية في إنجاح هذه الجامعة الشتوية ورحب بشراكة المعهد مع جامعة ابن زهر بأكادير والتي انضافت إلى باقي الجامعات المغربية التي لها شراكة مع المعهد وعبر عن سعادته عن مثل هذا الانفتاح الذي ولاشك سيعود بالنفع على الطلبة وكل المشاركين. ومن جهته أبرز الأستاذ عبد الغني حدوش نائب رئيس المركز الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق الإنسان أن المركز مستعد لمثل هذه المبادرات الإنسانية العلمية الهادفة ،والتي تصبو إلى إشاعة ثقافة حقوق الإنسان ببلادنا . وفي ختام الجلسة الافتتاحية رحب الأستاذ محمد بن التاجر بكل المؤطرين وعلى رأسهم الدكتور عبد العزيز لعروسي من جامعة محمد الخامس و الدكتور حسن زرداني من جامعة القاضي عياض والأستاذ رفعت الأمين مرغيني من معهد جنيف لحقوق الإنسان والدكتورة السعدية مجيدي والدكتورة لطيفة قبيش . وتضمنت برمجة الدورة عروضا ومُحاضرات وورشات قيّمة، قاربت حقوق الإنسان من زوايا متعددة وهي كالتالي : -الجرائم الالكترونية وحقوق الإنسان : ضياء نعمان -مفاهيم ومصطلحات حقوق الإنسان: حسن زرداني. -الاتفاقيات الأساسية لحماية حقوق الإنسان : عبد العزيز العروسي. -مدخل للقانون الدولي الإنساني : رفعت ميرغني. -الآليات التعاقدية لحماية حقوق الإنسان: رفعت ميرغني. -الآليات غير التعاقدية : حسن زرداني. -حرية التعبير في ضوء المعايير الدولية والهندسة الدستورية : محمد الغالي. -ملاءمة التشريعات الوطنية مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان : عبد العزيز العروسي. -الآليات الوطنية لحماية حقوق الإنسان : أحمد قيلش – حسن زرداني. -المحكمة الجنائية الدولية : رفعت ميرغتي. -عرض ومناقشة فيم "مع وقف التنفيذ" في ضوء حقوق المرأة : السعدية مجيدي – لطيفة قبيش. واختتمت الجامعة الشتوية دورة 2016 برئاسة رئيس جامعة ابن زهر الدكتور عمر حلي بعملية تقييم لها من مختلف جوانبها التنظيمية والتعليمية وبتوزيع شهادات الحضور على المشاركين بالإضافة إلى شهادة أحسن مرافع وشواهد التمييز على المشاركين من الطلبة . وتجدر الإشارة أن الجامعة الشتوية تهدف إلى ترسيخ المعارف والقدرات الهادفة إلى خلق ثقافة عالمية في حقوق الإنسان ،تقوية احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ضمان التفتح التام للشخصية الإنسانية في إطار الكرامة ، إتاحة الفرص للتفاهم والتسامح والمساواة بين الجنسين والصداقة بين الأمم والشعوب ، تأهيل الطالب (ة) حتى يؤدي دورا مفيدا في مجتمع حر والتعرف على الإجراءات والمعايير والآليات الدولية لحقوق الإنسان والإستفادة منها.