يستعد المغرب من أجل تحضير أكبر "عصيدة" في العالم ستدخل المغرب كتاب "غينيس" للأرقام القياسية, بعد أكبر طبق كسكس , أكبر خنجر , أكبر علم , أكبر طاجين , أكبر أومليط , اكبر كراطة … لماذا لا نسمع أكبر جامعة عمومية أو أكبر مدرسة لأبناء الفقراء ! لا نستغرب فقد كانت لنا أول وأكبر جامعة في العالم التي لازال المؤرخون يذكروننا بها كلما تحدثوا عن التعليم الجامعي , فهل تضنون أنهم سيتحدثون عن أكبر عصيدة لكي يصدق المثل القائل " واللي قال العصيدة باردة يدير يدو فيها " قبل العصيدة والكراطة نحتاج أطول خط سككي , أطول طريق سيار , أكبر مستشفي عمومي … أما العصيدة فهي أكلة شعبية يعرفها الفقراء قبل الأغنياء فهي أم كلثوم فصل الشتاء . لقد كنا يوم الخميس مع أكبر" شوهة " ستدخلنا كتاب " غينيس " لكن هذه المرة من بابه الخلفي , فقد سجلنا أقوى وأعنف تدخل بالعالم في حق الطبقة المثقفة أساتذة المستقبل "ياحسرة" . فماذا سيقول الأستاذ لتلامذته عن حقوق الإنسان مستقبلا !!! فعندما سئل إمبراطور اليابان عن أهم أسباب تقدم دولته في هذا الوقت القصير قال : " بدأنا من حيث ما انتهى منه الآخرون وتعلمنا من أخطائهم وأعطينا المعلم حصانة الدبلوماسي وراتب الوزير " أما في الوقت الحالي فعندما يدخل المدرس إلى الفصل يقف جميع الطلاب وينحنون احتراماً كبيراً ثم يقول الطلاب عبارة " يا معلمنا نرجو أن تتفضل علينا وتعلمنا " وفي ألمانيا القضاة يطلبون مساواتهم بالمعلمين فتقول لهم المستشارة الألمانية ميركل : " كيف أساويكم بمن علموكم ؟" هذا هو الرد الأخلاقي الذي تناقلته الكثير من المواقع التربوية و صفحات التواصل الاجتماعي" . و هو جواب يلقن العالم و لا شك درسا اخلاقيا راقيا , و ليس هذا بالغريب عن المجتمع الألماني المعروف بعظمائه العقلانيين الكبار الذين استفادوا جيدا من الحضارة الإسلامية مثل كانط ، إنجلز، ماركس وغيرهم من أباء ألمانيا الذين غيروا بأفكارهم مجرى تاريخ الإنسانية بأسرها.. لكن مما يؤسف له هو أن هذا النوع من الأدبيات الأخلاقية السامية يوجد الكثير منه عندنا في ثقافتنا و تقاليدنا نحن المغاربة و لكننا عطلناه كما عطلنا جملة مقدراتنا و مخزوننا من القيمية الايجابية . وربما يكون من المفيد بهذه المناسبة أن نذكر في سياق هذه الأخلاقيات بقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : " إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها ، وحتى الحوت ، ليصلون على معلم الناس الخير" أما في المغرب " بلا مانقول ليكوم أشنو عطينا ليهم "